كنت ولا أزال أصنّف نفسي يساريًا اجتماعيًا فخورا بانتمائي العربي الإسلامي مؤمنا بالديمقراطية التي لا تقصي أحدا متعصّبا للحرية باعتبارها القيمة الأعظم التي كرّم بها الله الإنسان ! ..
فلمّا تنظر لترى صنفا من يسار تونس أشبه بعصابة حشٌاشين تلعن أوّل من هرّب كتاب "ما العمل ؟" إلى تونس .. دون أن تلعن المستنير " نور الدين بن خذر "( ولد حومتي ) ! حين تنظر لتصرّفات يسار البلعة الممحون بقتل من يخالفه، تعاف أنّك وضعت يوما ما رهانا عليه ضمن نيّة ساذجة بالمشترك الوطني .. وبعد الذي كان من انقلاب الخامس والعشرين ظهرت عوراته كلها لتتأكد أنه مجرّد "هبّاط في ميناء الأنظمة الدكتاتورية "! ..
الحدث الأول كان مع "جريدة الشعب " التي أدفع من راتبي مساهمة الانخراط في الاتحاد الذي يصدر تلك الصحيفة حين اتصل بي صحفي ليجري حوارا معي بمناسبة حصول روايتي على جائزة الرواية العربية : أسئلة وأجوبة بطول صفحة كاملة ..كان ذلك منذ شهرين تقريبا ! .. ولم يُنشر الحوار لأنه يبدو أنّ "صديكي خليفة " أو لعله "سامي/خذها " تفطّن له فكان "ديمكراطيا جدا " .. ونكاية فيهم جميعا سوف أنشر الحوار هنا لأني على يقين من أنّ قرائي أكثر بكثير من قراء "جريدة خليفة "
الحدث الثاني كان مع تظاهرة "أثر الفراشة " التي يقيمها يسار قابس بمنحة من المندوبية الجهوية للثقافة التي تأخذ مني أيضا مساهمتي باعتباري دافع ضرائب ..بعد ترحيب من مدير التظاهرة ووعد باستدعائي رأيت بالصدفة اليوم انطلاق التظاهرة ولا حتى دعوة للحضور مع الجمهور ! .. ولما رأيت الفقرات ضحكت على كثيرين من جماعة "شعراء منحة 150 د وأكلة دسمة ونومة في دار الشباب " لأنّ بيتا مما بنيت ليعدل بهذرهم كلّهم .
لم أكره اليسار يوما لأنّي على يقين أنّ بعضه هو يسار مراهق ..يسار لا يراك تسبّ الإسلام السياسي يصنّفك في خانة "خوانجي يحشي فيه "! .. لم أكره اليسار يوما مذ عرفت توفيق بكار بل زدت حبا له عندما كتبت في موقع عربي21 عن العظيم نور الدين بن خذر ..وأحببته أكثر عندما تعرفت على أحد آبائه العظماء في تونس صديقي Bou Elez Hazgui وزدت حبا بتعرفي على أطروحة العزيز Mouldi Guessoumi الذي لا يجد حرجا في استشارتي حول ترجمة مصطلح ..هذا هو يسارنا الحقيقي ، يسار أولاد الحفيانة . أما يسار البلعة الثقافية فقدمي فيه في البدء والنصف والخاتمة .. وطزّ فيه.