لمن يريد أن يواجه الاتحاد السلطة صراحة ودون مواربة ؟

يقول الرئيس :

"محمد علي الحامي، الذي تجاهلوه ، كان يعقد اجتماعاته بنهج الجزيرة ،ونهج الكومسيون ، ولم تكن يومئذ هناك اقتطاعات ، بل كان عملا نقابيا وعملا وطنيا، ولم تكن الاجتماعات تعقد في النزل، بل بنهج الجزيرة حرصا على حقوق العمال ، وحقوق من طالت بطالتهم".

حين تتحدث السلطة عن الاقتطاع من المصدر الذي تتكفل به الدولة لفائدة المنظمة ( اشك أن الإجراء يدخل في خانة الحقوق النقابية إذ لم اعثر عليه في اي من اللوائح الدولية المتعلقة بالحق النقابي )فهي تعرف العصب الحي الذي لا يمكن ان يتحرك الاتحاد بدونه . انه الرئة التي يتنفس بها والثقل المادي الذي لا يمكن أن يعيش بدونه.. وبغيره يذهب الى الإفلاس. فلا احد يصدق أن التونسي باستطاعته أن يخرج بسهولة وانتظام دينارين أو اقل أو اكثر من جيبه وبشكل مسترسل لفائدة النقابة أيا كانت اذا ترك له امر المساهمة الشهرية يدفعها أو لا يدفعها .

لقد كان الاقتطاع بالأمس واليوم العصا الغليظة التي ترفعها السلطة في وجه المنظمة ولقد عمدت الحكومة في الماضي وفي ظروف معينة ليس هذا مجال التوسع فيها الى إيقاف الأجراء معاقبة للاتحاد على بعض مواقفه غير المنسجمة تماما مع رغبات السلطة .رغم أن المنظمة ظلت عبر تاريخها الطويل تعبر وبشكل دائم (عدا بعض فترات الصراع المتقطعة ) عن ولائها للنظام القائم واكبر دليل على ذلك مشاركتها في الانتخابات العامة في قائمات الحزب الاشتراكي الدستوري أو قائمات التجمع منذ انتخاب المجلس القومي التأسيسي في افريل 1956 ومن خلال تزكية ترشح الرئيس للانتخابات الرئاسية المزورة وآخرها التزكية الفضيحة التي قدمها الاتحاد هدية لزين العابدين بن علي وفي وقائع مخزية كنت أفردتها بمقال مطول في 2009 نشر بجريدة الموقف بعنوان " تزكية على طبق من الصمت ".

من كان يعيش من منافع السلطة لا يمكنه أن يواجهها .ذلك هو في نظري التفسير الأوضح لقصور المنظمة عن أية مواجهة بوجه مكشوف .

هناك مثل يقول" اليد التي تعطي هي اليد التي تتحكم" ..أما غير ذلك فمجرد شعارات يتلهى بها من لا يعرفون واقع الاتحاد من الداخل والخراب الذي أصابه جراء سوء التقدير والحسابات الخاطئة وآخرها المؤتمر الانقلابي الذي التأم في زمن الكورونة اثر الحصول على ترخيص من وزارة الصحة العاشرة ليلا بعد أن وقع القاء قرار وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بسوسة بمنع انعقادة احتراما لقواعد الحجر الصحي عرض الحائط . كان ذلك يا لسخرية الأقدار حين كانت النهضة تحكم وتخشى من الاتحاد على وجودها في تصرف انتهازي سخيف .

مال الاقتطاع وهو مال الشغالين يذهب في نظر الرئيس الى الفنادق الفخمة والمطاعم الراقية .

من بمقدوره أن يجيب على هذا الاتهام المبطن بالفساد .؟..الوحيد الذي بإمكانه أن يجيب هو من لا يخفى شيئا .

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات