ما بعد الحب والتكاره

ترتيبات ترتيبات
من المؤكد أن كل التيارات والأحزاب والفاعلين السياسيين المؤمنين بالصراع الديمقراطي، وبمن في ذلك جبهة الخلاص ومكوناتها وعلى رأسها النهضة ، سوف ينددون بما تعرض اليه الاتحاد هذا اليوم من تعد على مقره بدعوى مساندة السلطة أو الدفع الى التصحيح داخل المنظمة ، ما جرى ليس أسلوبا في الصراع السياسي الذي لا يكون بمهاجمة مقرات الأحزاب والمنظمات ولا بدعوة السلطة الى خوض الصراع مع الأحزاب والمنظمات في مكان المتخاصمين مع هذه الأحزاب والمنظمات ولا يكون بالشماتة في هذه الأحزاب والمنظمات لأننا نختلف معها حين تستهدفها السلطة .

لكن بيانات التنديد الرسمية للأحزاب والمنظمات الصديقة أو المتخاصمة مع الاتحاد لن تمنع قواعد هذه الأحزاب وخصوصا من انصار الديمقراطية ودستور الفين واربعطاش المتقلب عليه ،لن تمنعهم بيانات أحزابهم أو جبهتهم إن صدرت من إظهار الشماتة في الاتحاد بل لاشك أن نشطاء سياسيين كبار ومحللين ومتابعين غير محمولين على أحزاب بعينها لم يخفوا شماتتهم وتذكيرهم للقيادة الحالية بخذلانها لمسار الانتقال الديمقراطي بعد خمسة وعشرين وتعطيلها واستهدافها لمن افرزهم الصندوق الديمقراطي للحكم بعد الفين وحداش والحق أن قيادة المنظمة الشغيلة أصبحت منذ مؤتمر طبرقة وما بعده منخرطة في استهداف المسار الديمقراطي ومن افرزه من إسلاميين وقوى ديمقراطية من غير اليسار الماركسي والقوميين والتجمعيين بل وقد عملت قيادة الاتحاد منذ مؤتمر طبرقة على منع أي تغيير في البلاد يكون فيه الفضل لمن يفرزه صندوق انتخاب المسار الديمقراطي كما مهدت هذه القيادة كل شروط إيقاف الانتقال ورحبت بسرور بإيقاف العمل بالتعددية السياسية والانتخابات وبالانقلاب على دستور الفين واربعطاش وظنت أن سقوط عشرية الانتقال سيؤدي الى استئصال الإسلاميين وإقصاء من لا يعمل على استئصالهم ليعود الحكم بعدها للاتحاد ونقابييه وأصدقائه في العشرية من يسار وقوميين وتجمعيين ولم تكف القيادة النقابية عن توهم منامة العتاريس هذه إلا بعد أن تبين أن خمسة وعشرين سيكون تجريفا لكل المشهد السابق ولكن لات حين مندم .

لهذا السبب لن تكون بيانات الأحزاب المستنكرة إلا بيانات بروتوكولية لن تغير من الانقسام وسط قواعد التيارات السياسية حول الاتحاد ولن تخفف من الاحتقان ضده خصوصا من انصار الديمقراطية والتعددية ودستور الثورة الذين اعتبروا أن قيادة طبرقة وما بعدها قد خذلتهم وتامرت عليهم وعلى الانتقال المتعثر ومهدت لعودة الحكم الفردي، ومارست الصمت والشماتة أو الانتقاء في إبداء التضامن مع الملاحقات والمحاكمات السياسية .

الجميع يقول الآن على الجميع : لا ترد فاس على هراوة وهو خير مناخ لانسياب الترتيبات دون مشاكل أو اعتراض من مشهد سياسي منقسم فرط بحماقاته منذ عشرية سابقة في فرصة تاريخية للبلاد كانت قادرة على تغيير صورتها …

في الأخير هناك مسار ترتيبات أخذته البلاد لن يهتم كثيرا بالمشاعر المتبادلة بين الفاعلين السياسيين والمدنيين كرها أو حبا …

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات