عن شهادة حسن السيرة وهذيان آخر للبيروقراطية؟

انتداب 100 ملازم ديوانة بشروط: "غير متزوجين... وحسن السيرة والسلوك"، باهي عمي الراجل خلينا من الشرط الأول حيث لا شيء يمنع أن يكون للمترشح عشيقة مثلا أو مطلقا بأبناء، من أين يحصل المواطن دافع الضرائب على شهادة "حسن السيرة والسلوك" والأخلاق الحميدة التي هي قيمة أخلاقية ليس لها أي تعريف قانوني؟ من البلدية أو الحرس أو الجامع أو الحزب الحاكم؟ وهل فيها شدان الصف للتعريف بالإمضاء مثلا؟

هذه الشهادة الطريفة، اخترعها نظام بورقيبة منذ أكثر من نصف قرن لمنع المعارضين من وظائف السلطة بناء على القوادين وكان يمنحها مركز الحرس الوطني أو الشعبة ومليشيات لجان اليقظة ثم الجيش على عام العسكر لمن عليهم قضاؤه،

أي معنى لطلب شهادة حسن السيرة اليوم؟ بشهادة من؟ باهي، ثمة طرائف أخرى "ابنة عم الهذيان التاريخي للبيروقراطية" مثل 3 نسخ من بطاقة التعريف، منطقيا: لو كان كل مواطن يخترع من تلقاء نفسه بطاقة تعريف، لكانت نسخة واحدة تكفي، فما بالك أن الدولة هي التي تصنع محتوى بطاقة التعريف وهي التي تسندها ولها مرجع تقني واحد عند وزارة الداخلية يمكن مراجعته في إطار ترابط مصالح الدولة، 4 نسخ من "الصورة الشمسية"، خلينا من استعمال صفة الشمسية، لماذا أربع صور؟

ألم ندخل بعد زمن رقمنة الصور وتوفير النسخ الرقمية وخصوصا معالجتها؟ ثم بطاقة السوابق، عندما تطلبها مؤسسة عمومية، فهل هذا يعني أنها موجودة عند طرف أجنبي عن أجهزة الدولة؟ تي هم عندهم البطاقة عدد واحد وعدد إثنين وثلاثة وحتى أربعة أو خمسة، لماذا يكلفونم بجلب أشياء لا تتوفر إلا عندهم؟

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات