شخصيا ما نستغربش، كيما البعض، من بكاء طفلة العشر سنوات في حفل مغني، لانو الدوافع الكل موجودة بش يخرجو أبناء يختزلو الفشل متعدد الأبعاد متاع نظام الأسرة أولا، ثم التعليم ثانيا ثم الأكلة الثقافية اليومية ثالثا.
شنوة معناها الأولياء نادرا بش بحكيوا واللا يخططوا للشخصية اللي يحبوها تكون في أولادهم، وشنية الحلول اللي لازم يلقاوها لحماية ابناهم َن َخاطر الفضاء العام، وياخدوا القرارات ويحضّروا الوسائل اللازمة.
يعني، اذا كان همّهُم الوحيد انو ولدهم يكون في صحة جيدة، ولابس مليح وعندو كل ما يحتاجو، اعرف راهم غالطين، لان هذاكا يتسمى رعاية موش تربية.
شنوه معناها الطفل يعدي الطفولة متاعو خارج البيت: كامل اليوم في المكتب، وزيد معاه "اكتيفتي"، وزيد معاه نادي متاع كورة واللا كينڨ-فو، ومعاه حصص تدارك في المواد الكل تقريبا؟ و قبل هذاك يعدي السنوات الأولى محصور في "البارك" واللا قدام التلفزة، ساعات طوال...؟
هذا كافي بش يطلع شخصيتو هشة، اذا كان موش أكثر وقتلي ما يجيش لبال امّو واللاّ بوه اللي هو آلة تسجيل موثوقة لكل السلوكيات والمواقف والأحداث اللي تخصّو واللي ما تخصوش. إذا كان في الوقت القليل اللي بش يحتك فيه بأُمّو خاصة واللا بوه في السنوات الأولى من حياتو يلقى الصّد واللا العقاب واللا الصرامة في حكايات فارغة، يفهم وقتها اللي النوادي والانشطة في آخر الأسبوع الكل هي طريقة بش يتخلّصو منّو (ويظهرلي عندو الحق!) وكانو عبء عليهم وبالطبيعة باش تتمعِسْ شخصيتو لكن يخضع للوضع على خاطر ماعندوش وسائل التعويل على الذات في طفولتو ويخسايل هذيكا هي الحياة. ومن غادي يطلع المتوحد، والمعقد، والأناني، والنرجسي المنحرف، والشاذ، والعايق،...
وبالطبيعة، اذا كان أحد الابويْن مثلا ما سمحش بحاجة، لكن لاخر بكل عدم مسؤولية يسمح بيهم، وللا حب يفرض قواعد سلوك معينة، لكن لاخر ما يمشيش معاه في الخط، بالطبيعة الطفُل بش يختلّ توازنو ويولّي ماعادش يعرف إلى أي "قديس يمشي" (الترجمة خايبة) ... وفي الغالب يولّي يستغل الفجوة لصالحوا ويتعلّم يسخّف الناس بش يقضي قضيتو، ويكبر ناقص أمان وناقص حنان وناقص فخر بانتماؤو لعايلتو وناقص قيم ثابتة وناقص سند،…
باهي،
شنوة معناها يجي مُغني، وتطلع الفتيات للركح تحمّلو بحميمية، وتبوسو وتعمل معاه سلفي، والظاهرة هاذي قاعدة تنتشر في ها المجتمعات الضايعة فيها. بالطبيعة الصغار اللي لا عندهم مرجع قِيَمي ثابت، بش يعتبروه حاجة باهية وعادية.
يزي حتى لهنا.
حاصيلو، إن شاء الله ما فمه كان الخير.