انتهى! "باع(ت) وروح(ت)"..

انتهى! "باع(ت) وروح(ت)".. انتهت زيارة العمل والتفقد الفجائية التي قررتها وقامت بها رئيسة مجلس وزراء حكومة تحالف اليمين وأقصى اليمين الإيطالي السيدة جورجيا ميلوني لتونس وملاقاة الرئيس المباشر الأستاذ قيس سعيد في لقاء وحيد يتيم على انفراد وبدون وفود وبدون جلسات عمل (وهو الهدف الوحيد والبرنامج الأوحد للزيارة).. بعد استقبالها في مطار تونس قرطاج الدولي من طرف السيدة الزعفراني الزنزري رئيسة حكومة الرئيس للتدابير الاستثنائية..

وبوادر التعب والإرهاق والأرق بادية على محيا ووقفة وممشى رئيس الجمهورية المباشر الأستاذ قيس سعيد رغم الفرح بالزيارة (!!!)، في الصور التي اختارها للنشر وسارع بنشرها الجانب الإيطالي..

وكما كانت السيدة ميلوني هي من أعلنت عن الزيارة على صفحة رئاسة حكومتها وفي الإعلام الإيطالي وعلى صفحة رئاسة الجمهورية التونسية (!!!)، فقد استبقت أيضا نشر الصور وبلاغ الزيارة.. فيما لا تزال مصالح قرطاج تغط تغط تغط في نوم عميييق وزفييير شهيييق..

وأبرز نقطة وردت في البيان الإيطالي: "وكان اللقاء فرصة لتقييم التعاون الممتاز في مجال الهجرة".. وكل ذلك في غياب تام لأي إعلان أو إعلام أو توضيح من جانب الطرف التونسي إلى حد الآن وبعد نهاية الزيارة، غير نقل البلاغ الإيطالي عن موعد الزيارة في آخر وقت "بحشيشه وريشه" على موقع الرئاسة التونسية!!!

هذا ما ظهر من الزيارة الفجائية العاجلة، و"السَّتَّار الله" في ما خفي منها..

السيادة التونسية في مهب الريح

السيادة التونسية في مهب الريح "الميلوني"، وهي "داخلة خارجة خارجة داخلة" متى تريد، وتحويل الموقع الرسمي السيادي "قرطاج.تن" إلى نطاقة رسمية باسم "روما"!!!

بعد زيارة الممثل الخاص للعالم العربي وإفريقيا مسعد بولس لدى الرئيس الأمريكي ترامب لتونس، وبعد زيارة الدولة للرئيس الجزائرى عبد المجيد تبون لروما بدعوة من نديره الرئيس ماتاريلا، رئيسة وزراء تحالف اليمين وأقصى اليمين الإيطالي جورجيا ميلوني في زيارة متابعة لتونس..

إيطاليا هي الشريك الأوروبي الرئيسي المقرب من الرئيس ترامب والعضو المتقدم للناتو الأطلسي وحاملة القواعد الأمريكية جنوب غربي المتوسط، وهي أيضا الشريك الأساسي للجزائر بعد تعزيز الشراكة الاستراتيجية الجزائرية الإيطالية..

زيارة توحي بتهميش الدور التونسي في العلاقات المغاربية العربية الإفريقية والأوروبية.. وتكاد تختصر تونس في زيارات تفقدية دورية لرئيسة مجلس الوزراء الإيطالي ميلوني منذ تقلدها الوزارة في بلادها، وتحويل تونس إلى دور الشرطي والحارس البائس للقلعة الأوروبية من المهاجرين العرب والأفارقة..

وللأسف الشديد، جاء بلاغ رئاسة الجمهورية متأخرا جدا، واعلن عن الزيارة يوم وقوعها (؟؟؟)، في خرق لمبدا الشفافية.. إلا إذا كان الأمر جللا عاجلا، فوجب إعلام الرأي العام به.

كما لم يحدد بلاغ "قرطاج" طبيعة الزيارة ولا الجهة الداعية والمبادرة.. وكأن "روما" لا تزال ترى في "قرطاج" حديقة خلفية لها، وبلا سيادة وتخضع للإدارة الرومانية وتأتيها "ميلوني" متى تشاء لتفقد مصالحها ورعاتها على أرض "حنبعل"، وهو القائد القرطاجني العظيم الذي هزم "روما" ولقن جيوشها دروس الحروب والسلام والتاريخ والجغرافيا والدستور والعزة والإباء والفداء..

أيا اسفي.. "يا ناري على تونس".. بعد "قرطاج" العظيمة، أصبحت صفحة رئاسة الجمهورية "قرطاج.تن" ناطقة باسم رئيسة مجلس وزراء "روما".. أيا أسفي..

وكان من صاغ وأشر ونشر البلاغ موظفون لدى سلطات روما وينطقون باسمها وليس باسم قرطاج!!!

وهذا لعمري أمر عجب عجاب، وسلوك غريب مريب، وكبيرة من كبائر الاعتداء على السيادة وانتفاءها والدوس عليها تحت الظلم الحذاء "الميلوني"..

فأين السيادة؟؟؟

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات