فرانشيسكا ألبانيزي أكبر من أن تعترف بها الأكاديمية النرويجية وتمنحها "نوبل للسلام"!!

من المروّع أن يحدث ذلك في نفس السنة التي يلهث احد أكثر القادة جنونا عبر التاريخ خلف تلك الجائزة، تملأ رأسه الأوهام والانتصارات الكاذبة وسلام الأوغاد المنتصرين في حروب غير متكافئة .. فمنتهى العبث والإهانة لقناعات فرانشيسكا ألبانيزي نفسها أن يوضع اسمها مع اسم ترامب في نفس قائمة الترشّحات..

فرانشيسكا ألبانيزي التي صنعت للفلسطينيين وطنا بديلا في قلبها ولم تفاوض يوما على ضميرها وقناعاتها ومبادئها وحقّ الشعب الذي تواطؤ كل العالم على إبادته، كتبت اسما أكبر من نوبل.. لم يحدث في تاريخ النكبة ان وجد الفلسطينيون قلبا أمميا رحيما كما كان الأمر مع ألبانيزي..

حدث ذلك مرة واحدة في سنوات النكبة الأولى مع الدبلوماسي السويدي الكونت فولك برنادوت، المبعوث الأممي في 48، الذي لم يخن الحقيقة ولا التاريخ ولا ضميره، واعترف بالسيادة العربية على القدس، اعترف بحق اللاجئين في العودة، وكان ملف اللاجئين من أكثر الملفات التي شغلته إنسانيا ومهنيا ..

ودفع ثمن ذلك حياته في عملية اغتيال بشعة نفّذتها أيادي آثمة ما زالت الى اليوم تطلب دماء الأبرياء ولا تكتفي ..

ألبانيزي اليوم على خطى الكونت برنادوت.. فمنذ بداية حياتها المهنية كرّست كل جهدها للدفاع عن شعب الخيام خارج الأرض المحتلة واليوم ترفع صوتها عاليا لتفضح بشاعة الغرب وسياساته المنحازة في حرب الإبادة.

اليوم كل أحرار العالم يتمنون سلامتها فقط وان لا يكون لها نفس مصير الكونت.

ثم ماذا قدمت نوبل للفلسطينيين عندما فاز بها رابين وعرفات.. كانت أشبه بمكافأة نهاية خدمة توقيع اتفاقيات أوسلو .

ورغم موقف النرويج المحترم اليوم من القضية إلا أن نوبل للسلام تلطخت عبر تاريخها بأسماء قذرة..

في السبعينات رفضها السياسي والمحارب الفيتنامي " لي دوك ثو" بعد أن فاز بها مناصفة مع وزير الخارجية الأمريكي هنري كسنجر.. فالفيتنام التي تألمت عميقا وقتها لم تكن تحتاج إلى جائزة بل كانت تحتاج إلى استفاقة الضمير العالمي والى مجتمع دولي عادل.. تماما كغزة اليوم و كألبانيزي هما لا يبحثان عن الاعتراف.. بل عن العدالة دون نفاق دولي!

Commentaires - تعليقات
Maher
15/07/2025 19:01
فراتشيسكا البينازي،اسما سيخلده التاريخ إلى جانب الكونت فولك برنادوت، لأنها وقفت إلى جانبا المستضعفين صدعت بالحقيقة وفضحت الصهاينة وداعميها من الغرب وممارساتهم العنصرية اتجاه شعب يصارع الإبادة والتنكيل والتهجير القسري. بعد كل الفضائح التي تزامنت مع جائزة نوبل للسلام، فرنشيسكا ألبنازي لا تُشْتَرى بمثل هاته الجائزة ولن تخشي الاغتيال وستبقى صامدة في مواقفها.