هاو طلع عدنا "سلطة دستورية انتقالية" والسلطة هذيكا عندها "رئيسة" و تكتب في بيانات تعبّر فيها عن مواقف الدولة وتتحدّث باسم الشعب .. ونحن كشعب أخر من يعلم!! ريت اش معناها تعبث بمؤسسات الدولة و كل واحد يخيّط دستور على مقاسه السياسي.. ريت اش معناها تولي السلطة غنيمة تبيح الاغارة متى وُجدت الفرصة..
عادي توه كل واحد يسند الي نفسه مشروعية ما ويختطف بعض الصلاحيات ويصبح متحدثا باسم الشعب ويصدر مواقف وبيانات باسم هذا الشعب وباسم الدولة ..
قد يستخف البعض بذلك كعادتنا في تتفيه كل الأمور ولكن أنا لا أستخفّ أبدا.. لأنه رغم كل ما عاشته تونس من الثورة الي الآن من أهوال، لم تجرؤ أي شخصية على إسناد صلاحيات دستورية لنفسها من خارج السلطة وأشدّد هناك على جملة "من خارج السلطة" لمن يعوزه الفهم! ولم تبرز للحكم رؤوسا كثيرة ولو بشكل افتراضي حتى في أحلك فترات الخلاف..
عند معرفة من تكون "رئيسة السلطة الدستورية الانتقالية" المزعومة.. ومن أين تكتب بياناتها اليوم.. والسياقات التي أصبحت فيها نجمة سياسة برصيد صفري في كل شيء.. ومن ساعدها على البروز وان تصبح رقما في المعادلة.. رقم أتى من العدم بكثير من الثرثرة والضجيج.. تعرف انه والوضع على ما نحن فيه من عبث، يجب أن لا نستخفّ أبدا !
ربما البعض قد لا يرى حرجا في أي تدخل اجنبي أو فرض شخصيات بالقوة في المشهد العام.. ولكن أنا ضدّ أي تدخلّ بهذه الطريقة مهما كانت الأسباب مدمّرة في الداخل.. عركتك مع النظام تعملها وحدك وتدفع ثمنها إن لزم الأمر.. هذاكا هو النضال وهذيكا هي السياسة كما أفهمها وهذه قناعتي التي لن أغيّرها أبدا ..
ليست شوفينية.. إطلاقا.. بالعكس أنا أتفهم جيدا اضطرار بعض المعارضين للهرب من انظمة مستبدة و شرسة ومؤذية جدا.. احترم مواقفهم.. واحترم احترامهم للديمقراطية و عدم مجادلتهم في أن التغيير يكون عبر الصندوق مهما كانت شراسة الخصم..
ولكن هنا نحن نتحدث على أمر مختلف تماما.. على سيدة أسندت لنفسها صلاحية خطيرة لم يفوّضها لها احد.. وأسلوب التطبيع مع المصطلحات والقبول بها من اجل ترسيخها في ذهن الجمهور، راهو حيلة اتصالية قديمة لا يمكن تجاهلها..!
من حقك تعارض ومن حقك تنقد ومن حقك تشهّر بكل سلوكيات وممارسات النظام متى انحرفت عن مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان.. أما تولينا زعيم من خلف البحار وتسند لنفسك "صفة حكم" بجرة قلم وتحكي باسم الشعب هذا مرفوضا تماما بالنسبة لي ومقرف أيضا!!
هذا الشعب ليس قاصرا، و موش تحت وصاية أي كان، قد يسيء الاختيار، ويغيب عنه الوعي في أحيان كثيرة ولكن في النهاية هو الوحيد القادر على إصلاح أخطاءه مهما أخطأ!!
"رئيسة سلطة دستورية انتقالية" تحكي باسم الشعب ومسكّرة التعليقات على نفس الشعب كل مهزلة تقودنا إلى مهزلة أتعس وأشنع !
برشه باش يقولو لمرا تحيّر في اسمها وتبحث عن موقع وانت عطيتها أكبر من حجمها، وانا نقول كان تعلمت حاجة في التحليل السياسي، موش التكرنيك طبعا، راني تعلمت نركز على التفاصيل والهوامش التي قد لا تلفت الانتباه أبدا.. هذيكا هي الأساس و مركز الحدث في عمقه وليس في واجهته اللامعة..و السياقات تصنع الأهمية .