رجالُ الله في غزّة

رجالُ الله في غزّة يسطّرون بطولات غير مسبوقة. نعم غير مسبوقة. لقد تجاوزوا المسافة صفر إلى ما دونها في دفاعهم المستميت عن الأرض والعِرض وفي تنفيذ أمر الله بالجهاد سنامًا للعبادة وب "أعِدّوا لهم ما استطعتم"…

رِجْلان تنتعلان شبشبًا زهيدَ الثّمن والأناقة ضعيفَ الحماية تُلاحقان مدرّعة طالما افتخر بها جيش الكيان اللّقيط المَقيت الذي وشّحه عرَبُ الهوان والمهانة أدعياءُ المناهضة والمواجهة منذ زمان بعبارة "لا يُقهر" !

يطرق المقاوم الباسل البابَ بأدب الإسلام على مَن في الدّبّابة "فخْرِ الصّناعة الصّهيونيّة" المنسحبة هروبا من أرض معركة خان يونس فلا يُفتح له. وكيف لمذعور أن يفتح بابه؟! (لقد أثبتت الأيّام أنّ ضبّاط الكيان وجنوده المجتمعين من شتّى الأصقاع من أجل حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمَل لا يملكون مثقال ذرّة من شجاعةِ المواجهة رجُلا لرجُل فيحتمون بقوّة الآلة والتّكنولوجيا).

وقد أُغلِق بابُ النّاقلة العسكريّة المذعورة دونه ولم يُرحَّبْ به تسلّقها الفتى ياسينيُّ التّربية والتّكوين بكلّ ثقة في النّفس وأنزل من فتحتها العلويّة إلى النُّخبة هديّته التي لم يسمح له خُلُقه بأن يعود بها وقد نذرها لهم قبل أن يصل عدْوا على أرض مكشوفة، ثمّ أغلق الباب وانصرف عائدا إلى إخوته وقد أمّن حفلةَ شواءٍ لحمُها من أجساد جيش سامَ شعبَ غزّة أبشع أنواع التّعذيب والتّقتيل والتّنكيل ..!

لأسفلِ نعليْك البالييْن، أيّها البطلُ الطّاهر الطَّهور، منّي قُبلة حارّة صادقة أخفّف بها عن نفسي ركونها لبيت الشّاعر العربيّ:

دَعِ المَنايا لا ترحلْ لبُغيتها واقعُدْ فأنتَ الطّاعمُ الكاسي

مَصْيدة... وضْعُ عبوّة في داخل المدرّعة... تسجيلٌ بالصّورة والصّوت نسمع من خلاله استغاثة جنديّ تأكله النّار داخل "الكوكوت" يصرخ: "إيما" (أمّي بالعبريّة) فننتشي متذكّرين صور البشاعة الحيوانيّة الملحَقة بإخوة غزّة الواقفة وحدها بثبات لا يُصدَّق.

بربّكم من أيّ طينةٍ أنتم مقاومي غزّة الذين ما ضعفوا ولا وهنوا بعد ما يناهز السّنتيْن ؟!

بربّكم من أيّ طينةٍ أنتم الذين ترسلون للعالم دروسا في الذّوْد عن الوطن ما عرفها تاريخ البشريّة قطّ ؟!

بربّكم من أيّ طينةٍ أنتم تأخذون طريقكم وحدكم دون التفات إلى أمّة خاضعة خانعة؟!

سلمتم وسلمتْ أياديكم، وسدّد الله رميكم، وثبّتكم على طريق الحقّ والشّهادة من أجل شرَف أمّة مهدور.

لقد أصاب أبو بعيدة إذ قال: "لقد صنعنا الإنسان قبل أن تصنع السّلاح".

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات