قبل قدوم تتار العصر..

قبل قدوم تتار العصر.. وقبل 48 كانت تعيش ببئر السبع عدة عشائر بدوية آمنة ، ولكن قدوم برابرة العصر جلب معه النكبة الكبرى.. مجازر دموية نفذتها عصابات الهاغانا ضدّ العزّل.. التصق شيوخ العشائر بالأرض ورفضوا المغادرة ولكن تم انتزاعهم بالقوة.. هناك على الأرض بقيت الأرواح ملتصقة بكل ذرة من ذرات صحراء النقب.. أرواح الضحايا ظلّت تحوم في المكان!! اليوم مع الفجر يعود صاروخ إيراني الى المكان ليحقق العدالة !!

مع الفجر يغادر "سجيل" كما يرجّح- وقد يكون خرامشهر- ليعبر الأجواء الإيرانية ويمرّ فوق رأس الأذلاء وينفجر مباشرة في عمق العقل السيبراني للكيان المجرم !

ضربة موجهة ودقيقة بصاروخ واحد عرف طريقه جيدا نحو مجمع CyberSpark في "بئر السبع ".. وهذا الموقع هو أهم مواقع التكنولوجيا العسكرية التي أحدثها الكيان وطالما تفاخر به لأنه يضمّ النخبة الاستخباراتية في الحرب الرقمية لديهم بالإضافة الى تواجد اهم الأذرع التقنية في العالم مثل شركات مايكروسوفت التي نفذت برامج تجسس ناجحة في القطاع وفق ما كشفته تلك المهندسة المغربية في تلك الفضيحة التاريخية.

في المكان يوجد أيضا مقر C4I-سلاح الاتصالات والمعلومات وهو يُعد من أكبر مراكز الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني وتحليل البيانات في الشرق الأوسط بل في العالم .

توجيه صاروخ بتلك المواصفات الخاصة التي جعلت منظومة الدفاع عاجزة تماما حتى في الانتباه له، يؤكد مرة أخرى أن ايران لا تمزح.. وانها تدرك تماما أين توجّه صواريخها بشكل دقيق ومدروس.. امس المركز العسكري بجانب مستشفى ساروكا واليوم المجمع السيبراني ببئر السبع .. أهداف واضحة لشلّ المنظومة من الداخل.

لذلك تفسير وحيد.. ايران لن تجعل من هذه الحرب فسحة خاطفة.. بل تستعد لحرب استنزاف حربي طويلة المدى لإجبار العدوّ على العودة للتفاوض حيث لم تغلق ايران الباب الديبلوماسي ولم تتهور في الذهاب سريعا للعب الأوراق الأخيرة والحاسمة وهي أوراق استراتيجية لا علاقة لها بالصواريخ !!

صحيح أن ايران تتلقى بدورها ضربات مؤلمة ولكنها تحاول كل مرة التعامل بندّية ودون ارتباك...! والدليل "صاروخ الفجر" اليوم الذي اجبر قيادة العدو على اجتماع مغلق لتحقيق في كيفية وصوله بتلك الطريقة في دليل أخر على قوة ما ترك خلفه من دمار وأي مأزق ووحل وجد الكيان نفسه فيه رغم كل التعتيم !

في المقابل تراقب أمريكا بصمت قبل التورّط.. باستثناء ضجيج ترامب الثرثار والاستعراضي .. وما تراقبه أساسا هو معرفة أخر هذه القوة الصاروخية الضاربة.. واعتقد أن ما تجمعه التقارير الاستخباراتية لن يكون نفسه ما يشاهدونه على الأرض بأعينهم!!!

"لا تمت قبل أن تكون ندّا"

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات