انتشى ترامب برقصة العرضة وتعبت أصابعه من توقيع الصفقات

في الوقت الذي كان يحقق ترامب انتصارات اقتصادية مذهلة لشعبه وبلاده وهو يبرم "الصفقات التريليونات" في الخليج العربي كان على مرمى العروبة الملوثّة بالعار والهوان شعب عربي جائع يُباد دون أدنى رحمة أو تردّد ..

فُرشت السجاجيد البنفسجية لترامب بكل رمزية البنفسجي الملكية والروحانية وعلى الأكفان كُتبت أسماء المظلومين بالأحمر القاني ، ذلك اللون غير المحايد الذي يكتب تفاصيل المأساة بكل دقة ويكتب قصة مخجلة عن الخذلان والخسّة للتاريخ ..

ومن فصول تلك القصة تورّط الإخوة في كتابة خديعة اللحظة ..

قبل الوفد المفاوض بإطلاق سراح الرهينة الأمريكي عيدان ألكسندر على أمل إيقاف الحرب ولو لمدة معقولة وإدخال المساعدات بضمانات مضلّلة من الوسطاء ولكن ما حدث أن تلك الصفقة لم تكن إلا لإرضاء غطرسة وغرور ذلك الرجل الذي يقود العالم بعقلية تاجر جشع لا يكتفي أبدا ..

انتشى ترامب برقصة العرضة وتعبت أصابعه من توقيع الصفقات في الوقت الذي كانت "عربات جدعون" تتقدّم لتوقع القتلى دون حساب ولتوقّع بالدمّ على أجساد الضحايا وتجتثّ الحياة مرارا وتكرارا وتحوّل القطاع الى مساحة للموت فقط .

اليوم بان بالكاشف حجم الخداع واللؤم وكانت الرسالة واضحة جدا.. تأثيم من قاوم، ومن حاول أن يصنع انتصار ما، ذات أكتوبر أراد فيه المظلوم أن يرفع هامته أمام ظالمه ..

رسالة تحرّكها نوازع أيديولوجية ومذهبية مخجلة ..

ففي الوقت الذي يشيطن من قاوم الاحتلال يفتح الخليج ذراعيه للجولاني الذي يتقاطع ماضيه مع الفكر الوهابي الذي نبت في أرض الحجاز وقبّح التاريخ والعقيدة وتشابك مع أجندات دولية بشعة عبثت باستقرار أوطان وشعوب ..بطريقة ما تعاقب دول الخليج من يدافع عن أرضه لأنه يختلف عنها في المرجعية حتى دون أن يكون خارج المذهب السنّي و تنتصر دون خجل لوهابية الفكرة ..

ليصبح من كان بالأمس إرهابيا صديقا يُصافح بحرارة ويجلس للتفاوض في حين يصبح من يدافع عن وطنه إرهابيا يجب انتزاع سلاحه وتدمير شعبه و احتلال أرضه مجدّدا تحت مسميات جديدة ..

وتغلب المرجعيات الوثنية ثوابت الدين في الانتصار للمظلوم.. يستغيث المظلوم لكن لا معتصم في المدينة ليستنفر !!

ينتشى قادة الأمة الجدد بمجاملات ترامب الذي يطلقها هنا وهناك كما يفعل أي تاجر في السوق فذلك "شاب لا ينام الليل من أجل شعبه" والأخر "شاب وسيم وقوي" ويصف الآخر بأنه "محارب عظيم صاحب رؤية ثاقبة" ومن كانت الخزينة الأمريكية ترصد الاف الدولارات للإيقاع به يصبح أيضا "شابا قوّيا وذكيا" ..

كلمات سخيفة لا معنى لها يبيعها ترامب بعشرات العقود الاستثمارية و "الصفقات التريليونية " ويعود مسرورا الى بلده ليقف أمام شعبه منتفخ الاوداج ، مزهوّا بما أنجز.. في حين تنام الشعوب العربية على أحزانها، مرعوبة من سياط الطغاة الذين يجثمون عليها بكل ثقلهم .. وينتظر شعب المظلومين موتا يحوم باستمرار في الجوار لينتشله من عذابات تفوق تحمّل البشر !

Commentaires - تعليقات
شكري
17/05/2025 18:55
حسبنا الله ونعم الوكيل في غربان وأوغاد جثت على صدور الشرفاء والأوطان . وإن الموت الأسود مصير مشروم لكل ذليل يصافح العار . إلا لعنة الله على الظالمين الذي لا دين ولا ملة ولا أخلاق أنصار الباطل