حسنا، بما أنه يستحيل علينا أن نستجوب السيد الرئيس في الصحافة كما يحدث في كل المجتمعات حتى بالحد الأدنى من الإخراج السياسي، فيمكن اختزال الشجاعة والنضال اليوم في القدرة على تصيد موقف يمكنك من أن تمد ميكروفونا للسيد الرئيس فجأة لسؤاله عما يريده بنا وهي صدفة لواحد على مليون، إن حشد الموالين بصفتهم جمهورا مساندا هي لعبة قديمة ومستهلكة تسرع شيخوخة النظام والسخرية منه وهذا علم وليست شعوذة، أصلا زمن القادة الملهمين الأنبياء انقضى وانخرطنا في زمن القائد أبو 51 بالمئة من الأصوات في الدور الثاني وبنصف الناخبين،
سؤال الصدفة إلى السيد الرئيس قد يكون بريئا لكن قد لا نخرج منه بشيء لعادة الرؤساء في حفظ الخطاب الخشبي، لذلك من المهم أن يعد الصحفي سؤاله جيدا لكي يصيب الهدف المستحيل، يعني أن يكون صدفة في المكان الذي قصده السيد الرئيس وأعد له الأمن الرئاسي كل ضوابط الظهور من مراقبة السطوح إلى روقارات الشارع ومداخل الحوانيت ومخارجها دون إعلام أحد لكي تبدو الزيارة فجئية، ثم أن يكون صحفي الصدفة في الصفوف الأولى لكي يتمكن من الاقتراب منه وتجاوز الأسوار الثلاثة لحماية الرئيس وأن يقنعهم أنه صحفي وأنه ليس من الأشرار وأن يسمحوا له بالاقتراب منه إلى درجة أن ينتبه لسؤاله وأن يتمكن من تسجيل صوت واضح،
الذين اشتغلوا قريبا من الرؤساء يعرفون أن مصالح الرئاسة تتخذ قائمة من الصحفيين ممن يمكن الوثوق بهم لمرافقة الرئيس أو الاقتراب منه، في الدول التعيسة هم عادة من المداحين والقوادين المشغولين بالمنافع الرئاسية، في الدول الديمواقراطية، فيهم من يقضي ثلاثين عاما في مرافقة رئيس يمشي ورئيس يأتي وهم محافظون على الرؤية الموضوعية تجاهه وتجاه الرأي العام،
لكن، هل يحتاج الشعب التونسي إلى سؤال السيد الرئيس ومحاججته بالأرقام والنتائج والوعود كما يحدث في أغلب المجتمعات؟ أيا كانت الحال، هو هناك وهو يعتقد أنه على صواب مطلق لأنه هناك، حرس العوينة وشرطة القرجاني قطب الإرهاب يؤكدون ذلك، حضر صاكك وأنت حر، "اللهم حصنا بحصنك الحصين، واجعل من بيننا وبينهم سدا، واقرأ "وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون"،
قاله نعمل حوار مع السيد الرئيس؟ مهبول أنت؟