اتركوا الموتى يغادرون في سلام.. فقط لا غير ! وكفّوا ألسنتكم عنهم.. لحظة الموت ليست لحظة لتقييم الراحلين.. على الأقل دعوا تراب قبورهم يجفّ.. وبعد ذلك يمكنكم ممارسة هوايتكم العجيبة في نبش قبور الغائبين بدعوى الصراحة والموضوعية!
بعد موتي، كانت ترعبني فكرة أن يجتمع حول ذكراي كل أولئك المنافقين الذي أمعنوا في أذيتي في هذه الحياة.. لكن عندما ارحل سيتظاهرون بالحزن والأسف! اليوم ترعبني أكثر فكرة أن لا أترك بسلام بعد موتي.. ! أمنيتي أن أموت موتا هادئا لا يثير الانتباه ..
لا يحضر جنازتي إلا عائلتي ولا يذكرني إلا من حفظ الودّ بيننا لأخر لحظة في حياتي.. أريد أن استلّ نفسي بهدوء من هذا العالم البائس وأذهب دون أدنى ضجيج..أنا لا أريد لا رثاء ولا تأبين ولا كلمات منمقة ولا افتعال لمشاعر وعواطف ولا أسف وحزن ينتهي في اليوم التالي.. ما أريده موت هادئ دون ضجيج.
الله يرحمك كافون وينعمّك، وشكرا لأنك كنت موجودا. كنت إنسانا جميلا في زمن قبيح!