حول " زميلتي " الكاتبة فاتن الفازع: فصل في "حسد " الكتّاب

كعادته في تقليب الفهم كتب صديق الزمن المنّوبي محمد صالح مجيد رأيا يقول إنّ فاتن الفازع لها الحق كله في أن تكتب وتنشر وتعرض بضاعتها فيقبل عليها "القرّاء" من كل حدب وصوب بطريقة شرعية لا لبس فيها.

ولست أختلف في شيء مع ظاهر قوله ولكن لي تحفّظات كثيرة وجدت أنّه من باب تخفيف حسد الكتّاب لها أن أبديها.. فقد كنت محظوظا أنّي تحدّثت مع قارئة لها كشفت من خلالها "كيف تدور الماكينة " لمثل "فتّونة" وأشباهها ..

اعلم - دام عزّك - أنّ عناصر كثيرة لا علاقة لها بالكتابة ولا ب"الحق الدستوري في النشر " تلعب لصالح كاتبتنا لا تختلف كثيرا عن تسويق أيّة سلعة في السوق المفتوحة. والحقّ أنّ وظيفة دور النّشر في الأصل هي "تسليع الإبداع وتسويقه" كما تسوّق علبة ياغورط ..لا فرق !

من هذه العناصر تفاضليا ( من البسيط المبسّط إلى الخطير المركّب ) هو حضورها الإعلامي - المدروس طبعا - المثير للجدل الذي يترك دائما وراءه غبارا من التفاعل قبولا ورفضا لأنّها لا تحضر "كاتبة " مثلما يتوهّم حسّادها وإنّما كسلوك وقول غير محسوبين يمكن أن يصنعا "البوز " فيكون "الكتاب " ساعتها ظهيرا لها.

ومنها - لا عدمك أبوك - والدها الصحفي الطاهر الفازع "القديم في الصنعة الإعلامية " وصاحب العلاقات المتينة بالعالم المخمليّ ل"مثقّفي كلّ الأزمنة " ( ولا أريد أن أسميهم وخاصة الإعلاميين!) ..والدها الذي يجمع لها حضورا ووجوها حولها فتظهر في وسطهم ك"نجمة " وهذا يحقق لها مصداقية باعتبارها كاتبة.

ومنها - لا عدمك قرّاؤك - أسلوبها المتفرّد في التسويق لحفلات التوقيع القائم على حفلة وربوخ يحييها المزاودية مثل "سمير لوصيف " وأشباهه وتنقل ذلك "لايف " وهي تتثنى وتتمايل ..هذا يعطيها ما يسمونه " الريق التونسي " وزعبنته وهو محبّب للنساء خاصّة !

ومنها - أبقاك الله ذخرا للأدب التونسي - وهو ما لم أكن أعرفه وعرفته عن طريق القارئة الكريمة أنّها جذبت حولها نوعية من الأصحاب إناثا وذكورا ذوي يسار ( موش مڨمّلين وفقراء ) "يسجّعونها " باشتراء إنتاجها. هؤلاء لا يقرأون - والعياذ بالله - بل يكفيهم سلفي معها بالكتاب أو " أتوغراف " بقلمها - لا كسر الله قلمها - على ظهر الكتاب ..ويدفعون الثمن ثمنين وثلاثة !

ومنها - خيبة الله عليكم - أنها جميلة وشعرها ب"الماش" المصبوغ وشفاهها غليظة ( ليس القصد التنمّر والله ولكن هناك مجموعة قصصية اسمها " شفاه غليظة "!) .. وهذا في حدّ ذاته كاف ..وزيادة!

فانظر أيها "الكاتب التونسي" المُشَلوَح بين دور النشر وحفلات الإمضاء السخيفة وقارئ يقسم عليك خبز عياله ..أين أنت من "فاتن الفزعاكة " وعالمها ؟!

وكان يمكن أن نتبسّط في الأمر أكثر ولكنّنا أتينا به على قدر الحاجة كما يقول الجاحظ .. الذي لو كان معنا سيأتيه ثلاثة أو أربعة من البهاليل أمثالي ل"حفلة توقيع " في "سوق " تونس للكتب.

هذا ما لم تحيطوا به علما ..والسلام عليكم .

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات