كتب المواطن في تعليق على المتظاهرين "يشبهو للفرنسيس" .. أغلبية المتظاهرين شباب ظهروا لصديقنا ما يشبهوش للتوانسة و اللي ما قالوش هو أنو ما يشبهولوش ليه هو !
الصيحة هاذي تشبه برشا لصيحة قديمة صدقوني لتوا في مخي للي يتفكروها "نحبو نعيشو كيفكم" ... التعامل مع الملاحظات هاذي ما يلزمش يكون بالتشهير أو بالنقد إنما بالتفكير الجيد.
يلزمنا ناقفو هنا و نقولو شنوا اللي ينجم يخلي مواطن تونسي يرى مجتمع ملموم مع بعضو (موش فرد) و هو موش منهم ؟ و اذا ما نردوش بالنا راهو الحكاية هاذي ما تاقفش غادي و تنجم تتطور خاصة في جو العنف اللفظي و اللي فات المعدلات العالمية في بلادنا ..لانو الخطر هنا هو التفكك المجتمعي la fracture socialeو تقسيم المجتمع بين ظاهر سياسي (مناصرين و معارضين للحكم) و لكنه في الواقع تقسيم أعمق بين ناس يراو في أرواحهم مهمشين و بين طبقة متوسطة تطالب بالحرية .. مفهوم ما يكلمش الجزء الأول و اللي في الغالب متاعو لقاو في شخص قيس سعيد شخص (موش بالضرورة رئيس) يشبهلهم و يشبهولو.
و الشعبوية اللي جزء كبير من الطبقة المتوسطة و المثقفة ينددو بها راهي ماهيش عرض فقط و لكنها طلب ..طلب متاع الجزء متاع الشعب اللي يرى روحو من المهمشين (مهما كان المستوى المادي أو التعليمي متاعو) ..
المجتمع التونسي بخلاف برشا مجتمعات عربية و أوروبية و إسلامية مجتمع متجانس .. و السياسة التعليمية متاع الثلاثين سنة الأولى للإستقلال قلصت الفوارق و عملت اللي سميناه المصعد الإجتماعي اللي قبل ما يتعطل في الثمانينات تقريبا سمح بتجانس اكبر و تقارب أكبر بين أفراد المجتمع و الخروج من ثقافات ما قبل الدولة ..
و هذا علاش تقسيم المجتمع التونسي و تفكيكو يلزم يكون الخط الأحمر الوحيد في بلادنا ... مبدأ ما فيه حتى نقاش و يلزم لا نقبلو ها الكلام و لا نطبعو معاه... بل بالعكس ..ضرورة أنو نتعاملو هنا بالحكمة و برشا رصانة و برشا وسع بال مع بعضنا و مجهود أكبر باش نفهمو بعضنا لانو الصيحات هاذم في الحقيقة هوما نداء نجدة موش حاجة أخرى.
و باش ما تتهمونيش بالسذاجة ، أنا نوجه كلامي هذا للناس اللي تفهم و اللي تفكر بمخاخها موش بحاجة أخرى و اللي عندهم قدر أدنى من النزاهة الفكرية ..
و ربي يحفظ تونس.