علّق مصطفى البرغوثي بأدبٍ جَمٍّ على عبارة عبّاس الذي سكتَ دهرا ونطق كفرا

حيّا الله "براغيث" فلسطين. إنّهم على العهد دوما من أجل قضيّة شعبٍ وأرضٍ وعِرض. شرّف هذه العائلةَ الموسّعةَ من زُجّ به في سجون الاحتلال بسبب إيمان عميق بالمقاومة قولا وفعلا عشريّات طِوالا، ويشرّفها الدّكتور مصطفى البرغوثي حيثما تواصل على هواء الفضائيّات المؤيّدة للقضيّة والمناوئة لها على حدّ السّواء. للرّجل بوصلة واضحة لا تميل ورهانٌ على وحدة وطنيّة صمّاء لا ينقطع…

لقد علّق بأدبٍ جَمٍّ ولكنْ بموقف بطوليّ ورأي عميق نابع من وطنيّة فيّاضة ووُجهة ثابتة على عبارة عبّاس الذي سكتَ دهرا ونطق كفرا، عبّاس مغتصبِ السّلطة وقاتلِ منظّمة التّحرير وحركة فتح اللّتيْن غابتا تماما بعد أن كانتا شوكةً في حلْق الكيان الصّهيونيّ اللّقيط، عبّاس الذي لم يخجل من عبارة: "يا أولادْ الكلبْ سلّموا الأسْرى اللّي عندكم وخلّصونا.. سُدّوا ذرائعَهم" يوجّهها إلى رجالٍ أحذيتُهم البالية أشدّ شرفا منه ومن كرسيّه الهزّاز وحراسته الوفيّة لعدوّ شعبه…

إنّها عبارة لا تليق بمركزه تجشّأ بها في حقّ المقاومة الغزّاويّة الباسلة التي تاجرت مع الله ومع آمال شعبها ولم تتاجر مثلما فعل ويفعل مع العدوّ.

بصفاقة تكلّم عبّاس عن المقاومة الغزّاويّة، عبّاس الذي يدخل جنودُ الاحتلال متى شاؤوا وكيفما شاؤوا وأينما شاؤوا إلى جُحره برام الله فيصفعون رجاله العسكريّين ويتلهّوْن بالعبث بهم، ويفتّشون وزراءه ومسؤوليه بطُرُق مُهينة لا يرتضيها من به ذرّةُ كرامة واحدة…

ما تفوّه به تجاه مواطنيه فضَح ارتهانه للعدوّ الصّهيونيّ ولأطراف إقليميّة جاءت به بعد اغتيال سلفه ياسر عرفات رحمه الله لخدمة أجندة ما عادت تخفى على مجنون.

لقد تكلّم البرغوثي هادئا عن غياب تداول السّلطة عن طريق الانتخاب الشّعبيّ الحرّ، وعن ضرورة تمثيل مختلف الأطياف في الاجتماع الذي تقيّأ فيه "الرّئيس" المنبطح، وعن مقاطعته هذا الاجتماع التّصفيقيّ الحارّ، وعن حاجة شعب فلسطين إلى مصالحة وطنيّة تضمن الوقوف في وجه الاحتلال والسّير نحو تحرير كلّ حبّة تراب مغتصبة…

فكّ اللّه أسْر مروان البرغوثي، وشكر موقف الدّكتور مصطفى، وأثاب من قال: في موقف شجاع سيخلّده التّاريخ، فخامة الرّئيس أبو مازن.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات