" المُؤدلجُ التونسي ليس فقط جاهل موتور وإنما هو مريض"

جُعَل.. البطل

لا اعتذر عن نشر هذه الصورة في الصباح. اعرف أنها مؤلمة لكل ذي قلب، ولا اعتذر عن نشرها. تنام باكرا وتستيقظ فتجد حربا ضروسا حول أردوغان ورئيس بلديته، ودروس ونصوص ورُدود، ثم تتقصى أخبار غزة فتجد أشلاء الأطفال متناثرة، فتقول في نفسك" المُؤدلجُ التونسي ليس فقط جاهل موتور وإنما هو مريض".


…

مرضه مأتاه شعوره الحاد بالعجز عن الفعل في الأحداث والتاريخ فيهرعُ - لاشعوريا-الي " فعل" يعطيه وَهْمََا بان له دور، وهذه عملية تعويض واضحة.

استبطن لعقود انه " نُخبة/ طليعة" سيقود الشعب الي الحرية والعدالة اذا به يُفجَعُ بمدى تفاهته وعجزه، فيريغُ الي " قيادة " معارك كلامية وهمية بعيدا عن موضوعات الفعل التاريخي. تصوروا معي لو أن دولة غير أوروبية تُبيدُ منذ سنة الأطفال في إسبانيا أو بلجيكا لذهبت جيوش من المدنيين الأوروبيين للقتال دفاعا عنهم، ولسقطت حكومات ورؤساء وأنظمة في أوروبا، ولقد قاموا بذلك ضد فرانكو.

أما " العفّاط" التونسي فيهرُبُ مما لا يستطيع الي ما يستطيع، تماما مثل الشيوخ المرتزقة لآل سعود وآل زايد وباقي خطباء السلطة: دماء الأطفال تسيل وهم يخطبون في مُبطلات الوضوء وفي الفرق بين عِدّة المطلقة وعِدة الأرملة.

انفصال تام عن الواقع ناتج عن استبطان للهزيمة يُعوّضه بمعارك دونكيشوتية وبتناقر ايديولوجي يُظهِرُ فيه عضلاته " الفكرية" ويُحفّزُ أنصاره الذين غادروه اثر هزائمه المتكررة، فيتجمعون حوله ويشعرُ بانه " مُهِمّ". جنرال مكسيكي ونياشين بلا معارك.

هذا " العفّاط" ما فِلِح في حتى شي: لم يقم بثورة ولا أقام دولة ولا حافظ على ثورة قام بها " العامة"ولا نجح في حكم ولا في معارضة، لا أوقف انقلابا ولا قام به حتى. هو الآن عاجز عن تنظيم مظاهرة فيها مائة شخص تنديدا بسفك دماء الأطفال. لم يبق له، مثل الجُعَل( بدرنّة) غير د فع" ڤُربجه" الايديولوجي برجليه الخلفيتين والتوقف في كل معركة أيديولوجية وتوزيع بضاعته على حرفاءه الأوفياء. وفي هذا كله دماء تسيل وتاريخ يُكتب ومصائر تُقرر.

والله لقد جفّت الأقلام واحتارت الأفهام .وامر الله يقضيه الله.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات