رسالة بالوعد ٠ وقمة لعودة الحق ٠ ومصير فلسطين يتحدد بعد مئة عام من الاحتلال

رسالة منذ ما يقرب من أكثر من مئة عام غيرت تاريخ الشرق الأوسط وشقت نسيجه الموحد بمسمار إسرائيل فقبل أن تضع الحرب العالمية الأولى أوزارها ويتقاسم المنتصرون فيها تركة الإمبراطورية العثمانية التي بدأت تتهاوى بعد انتصارات دامت ما يقرب من ستة قرون جعلت من العالم الإسلامي القوى التي لا تقهر ووصلت الفتوحات الإسلامية إلى أوروبا وامتدت حتى شرق روسيا وأصبح يلقب سلطانها بسلطان العالم لضم أغلب الدول إلى الفتح الإسلامي.

وبمجرد ضعفها وتفككها مع بدايات القرن العشرين كانت بدأت تتسارع الدول المنتصرة فى الحرب العالمية الأولى على تقسيم العالم العربي الذى كان اغلبه تحت سيطرة الدولة العثمانية وكانت بريطانيا تتلمس خطى الاستحواذ على نصيب الأسد فيه فسارع وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور في 2 نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 1917 إلى كتابة رسالة إلى المصرفي البريطاني وأحد زعماء اليهود في بريطانيا البارون روتشيلد، يقترح قيام دولة إسرائيل في فلسطين بعدما كان الاقتراح في مناطق مختلفة من العالم على سبيل المثال في إفريقيا وبعض المناطق أيضا في أسيا وفى غيرها من دول العالم ولكن تم التوافق على فلسطين بوعد بلفور.

كانت الرسالة التي تعرف حالياً بـ"وعد بلفور" أوضح تعبير عن تعاطف بريطانيا مع مساعي الحركة الصهيونية لإقامة وطن لليهود في فلسطين ثم انتقل الملف الصهيوني والتعاطف إلى أمريكا بعد إقامة الدولة الفلسطينية رسميا في أواخر أربعينات القرن المنصرم حيث طلب بلفور من روتشليد إبلاغ زعماء الحركة الصهيونية في المملكة المتحدة وأيرلندا بموقف الحكومة البريطانية من مساعي الحركة. لتصبح دولة إسرائيل بعد 31 عاماً من تاريخ هذه الرسالة أي عام 1948.

وجاءت ردود فعل الدول الكبرى المؤثرة على الوعد حين صدوره كانت مفعمة بتأييد واضح لاستبدال اليد العليا العربية في فلسطين باليد العليا لليهود، فوقتها أيدت الوعد فرنسا وإيطاليا وأميركا بطريقة تسمح للبعض بالقول إن وعد بلفور كان وعدا غربيا وليس بريطانيا فحسب، أو أنه تأييد يرقى إلى منزلة "الوعد"، خاصة من أميركا التي تشاركت النفوذ البريطاني في فلسطين في مراحل لاحقة قبل أن ترثه.

فالكونغرس الأميركي أصدر عام 1922 قرارا أيد فيه وعد بلفور بإقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وقد تقدمت هذه السياسة مع تزايد النفوذ الأميركي في المنطقة حتى أصبح تعهدا إستراتيجيا أميركيا برعاية إسرائيل وحمايتها كأنها الولاية ال ٥١ للولايات الأمريكية المتحدة فبعد ما يقرب من مئة عام نفاجئ أن الوعد يتجدد ليس لأنشاء وطن لإسرائيل داخل جزء من الأراضي العربية الفلسطينية بل بالاستيلاء علنا عليها وطرد سكانها الفلسطينيين أصحاب الأرض إلى دول الجوار بعد تدمير غزة على مدار عام ونصف وقتل ما يقرب من ٥٠ الف من المواطنين اغلبهم أطفال ونساء وتخريب كل البنية التحية وإصابة ما لا يقل عن ١٠٠ الف أخرين لمجرد دفاع عن الأرض والوطن من أبناء غزة المقاومين يوم ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ وهو في نظر المراقبين دفاع مشروع عن الأرض لأنها وأن كان في رد ليس بتدمير كل غزة لان إسرائيل محتلة .

فبعد مئة عام في 4 فبراير 2025، أعلن الرئيس الأمريكي ترامب هذا المخطط خلال مؤتمر صحفي مشترك في البيت الأبيض إلى جانب رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو. تدعو هذه الخطة إلى نقل جزء كبير من الشعب الفلسطيني من غزة إلى مصر والأردن ودول أخرى. ووافقت إسرائيل على تسليم غزة إلى الولايات المتحدة وأعلن الرئيس الأمريكي ترامب فكره في غزة كمشروع عقاري قائلا سأملك هذه (الأرض). كمشروع تطوير عقاري فجاء اجتماع العالم العربي بقمة عربية في القاهرة يرفض المشروع الأمريكي ويضع خطة لأنقاذ غزة وافقت عليها كل الدول العربية.

وأهم ما جاء فيها غير إعادة الأعمار وأهلها بداخلها كما دمرت وأهلها بداخلها الأهم ٠ تلافي أسباب الصراع من جذوره بين الفصائل الفلسطينية ودولة الاحتلال وهو الرجوع إلى اتفاقية أسلو عام ١٩٩٣ بحل الدولتين واستقلال أرضنا العربية الإسلامية في غزة والضفة الغربية على الأقل عن الكيان فمنذ مئة عام الغرب وأمريكا توافقوا على نزع قطعة غالية من أرضنا العربية بها جزء أصيل من تراثنا الإسلامي ووقفوا يدا واحدة لأخذها.

والأن يجتمع العالم العربي في محاولة لاسترداد جزء منها لبقاء أهلها فيها وجعلها دولة

لها حدود معلنة ومطار وميناء مثل دولة الاحتلال حتى وأن كان على مراحل تصل إلى خمسة أعوام

فماذا سيكون رأي بقية دول العالم في أبسط مطالب للعرب !؟

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات