لجج قيء الطّاعون..

إلى روح الشهيد العميد فائق المبحوح
إلى شهداء غزة والضّفّة البررة

الفحيح دغْلا ينخر الظّلام الطّويل
الأحزان تنسلخ عن المآتم والجنائز طوابير حمراء عارية
كدماء عذراء تنهمر من شرايين بدر مسلوب
بحلول الغبش تركض ذيول منهوشة ليست أقلّ من القردة
ولا أدمى من الجرذان
ربّما تزاوجت المخالب في زمن مقعّد أصيب بشلل موسوم
سبع سماوات والإسراء والمعراج والمعلّقات
وتاريخ خاو يطوي المسافات الضّوئية بلا هويّة ولا سبل ولا آفاق
جرفتني الفيافي بأعمدة إرْم ولم أكن بصيرا في ليل منهك
لفّني اللّيل بأكفان نهار يدور على نفسه مرايا مهشّمة
ابيضّت الطّفولة قبل الفطام
وعربات هزيلة تجرّها أكداس جثث حائرة
هنا المقابر الشاسعة بلا حدود تغور بجسدي سيولا لا متناهية
هنا تغمر أناشيد النّواح والنّدب والبكاء ذهب الماخور
شبْر أرض غير متوفّر لمراواة ظلّي التّراب
على موائد التّخمة والقحط يموت الأطفال في أحضان الملوك والزّعماء
لفيف الكشيش والصّرير يزحف أدغالا مفحّمة
مكشّرة البطون
السّحب وجوه صفراء يرسم معالمها الخوار والقباع
من يصغي لأوجاع الأرض مشقّقة بغربة إعدام عنفوان الفتوّة؟
لقد ولج الجمل في سمّ الخياط
العلقم راهنٌ حين تتربّع على العروش الهزيمة
هل رأيتم عدْوَ الضّحِك والنّعيق بميناء مكر عائم؟
ومعابر الجحيم موصدة عمياء خرساء صمّاء
زوارق صيد الأقمار والنّجوم وقهقهات السّمك ممزّقة
كقلائد مجنّحة تتقدّم في ممرّ إنساني مؤمّن بالغارات النّازية
الرّان ساطع بقلبك أيّها الطّاغوت الخائن
قطعان الصّرير تدمن هطول الظّلام القاني
تفحّمت الرّؤية بمداد سفك الأنياب الخلّب
عواصف الثّلوج دامية تتدلّى عراجين الرّدى ساحرة
صرير غزير عارم غمر المكان-الزّمان متدحرجا نحو هوّة الفرح
حكايات الأطفال أشلاء أفواه مدافع فغنارية من طحين أبيض
أحلام بريئة تهزّ زخّات تيتروليجا أشكنازية أريانية بلا انقطاع
رقْص سراب الضّباع ليس كأيّ سكرة روميّة
الطّاعون ألسنة مخضّبة بالدّم تنهش محيّاك في حفرة مجنونة
انتشر الفحيح والصّرير متفاقما بغشاء حالك أعدم الوجدان
ولم يعد للموت ملاذا سوى بعض أنفاس مشوّهة
تصطدم هنا وهناك بأبواب القصور خائرة
يا أيّها الزّعماء والملوك والأمراء العظماء
"بخور أمير" اليهودية أجْود من حبر البارود والصّمود
البترول والغاز ملحمة غزّة الأسطوريّة
غزّة الإلهية بلا طحين تتزيّن بأكفان الشّرف والعزّة
أكْحْل النّصر بعيون غزّة نور حتّى سدرة المنتهى؟

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات