النعرات.. السعودية نموذجا..

السعودية نموذج في السياسات المضادة للسعودية. دعنا من العرب. قد تكون هناك مراكز للتفكير والتخطيط والاستشراف، تستهلك أموالا فقط للتشبّه بما يوجد في البلدان الغربية المتقدمة، دون فائدة منها، لأن الذي يتخذ القرار في أنظمة عشائرية، هو حاكم فرد، تتحكم فيه وخزة ريح بأحد جانبيه أكثر من عُصارة ما يخرج عن تلك المراكز. تتحكم فيه نعرة، أو عناد، أو شماتة، فيكون الوبال في قراره الارتجالي، ولا يُبالي، تذهب الرعية سدى، لا شعب ولا مواطنون.

المثال الأول: نعرف العداء المتبادل بين النظام السعودي والنظام الإيراني. وكان صدام حسين يشكل خط دفاع للسعودية، أمام ما يعتبرونه خطرا شيعيا، ولم يكن يكلفهم شيئا، فالعراق غني بموارده. لكن عوض دعمه، ساهموا في إسقاطه بأموالهم، وانتهى الأمر إلى احتلال إيراني للعراق. فبحيث أصبح ما كان بعيدا على حدودهم.

المثال الثاني: علاقة الإخوان بالسعودية كانت جيدة منذ لجؤوا إليها في الستينات هاربين من النظام الناصري. وكانوا يعترفون بفضلها عليهم، بما يجعلهم خير حليف لها، لكن عندما وصل حزب الإصلاح الإخواني إلى السلطة في اليمن، وقفت ضده السعودية بشدة وقدمت الدعم للحوثيين، حتى سقط حزب الإصلاح. فسقط اليمن تحت الحوثيين الشيعة، بحيث وضعت السعودية نفسها بين فكي الكماشة الشيعية (العراق شمالا واليمن جنوبا)، وقد كلفتها الحرب ضد الحوثيين حسب "الفورين بوليسي" نحو 725 مليار دولار في الأشهر الستة الأولى. واستغرقت الحرب سنوات بخسائر مالية خيالية للسعودية، وازداد الحوثيون قوة في اليمن.

عندما تقول سعودي، تكاد تقول لا تفكير، ولا تخطيط، ولا استشراف.

الحكام العرب..

فيما مضى، كان لهم ما فوق الطاولة، وما تحت الطاولة، يكذبون على شعوبهم وللتحكم فيها أكثر تحت دعوى لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، وأنهم هم من سيحررون فلسطين، هذا فوق الطاولة، وتحتها، يبيعون ويشترون من أجل الحصول على قرض أو هبة أو موقف سياسي من أصحاب القرار الفعليين.

اليوم، لم يعد لأحد منهم موقف فوق الطاولة، في وضعية لا يستطيعون حتى الكذب على شعوبهم، خوفا من أن يحاسبوا على أي كلمة أو تلميحة، ما بقي لهم إلا التحرك تحت الطاولة، لا تهمهم إبادة الفلسطينيين، تحت الطاولة يقدمون فروض الطاعة من أجل ضمان البقاء في السلطة، منطقهم أنا وبعدي الطوفان.

صمت..

ليست الدول العربية فقط صامتة وإنما أيضا الدول الإسلامية. كل من حضر أشغال القمة العربية الإسلامية الطارئة (هههه) التي انعقدت في الرياض، من ذلك أن وزراء إيران وتركيا الذين كانوا ينتصبون كما لو أنهم كرونيكارات في التلافز التونسية، توقفوا منذ مدة طويلة عن تحليل مجريات الأحداث في غزة، لم نعد نسمعهم يتكلمون. لم تعد تحاليلهم تنطلي حتى عليهم هم. فصمتوا.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات