هل أنهم لا يعلمون أن البلدان العربية تحكمها انظمة استبدادية... ؟

لتذكير... هاظوكم ... بتوع الإجراءات التسحيحية... وكذا
لو كنا لا زلنا في العشرية السوداء... عشرية ممارسة الحريات الجماعية...لوقف شعبنا ضد مجزرة غزة بالتظاهر في الشوارع.. أقرأ هنا وهناك تنظيرات تروج أن شعبنا والشعوب العربية ليسوا واقفين إلى جانب المقاومة والشعب الفلسطيني.. و استغرب عندما يصدر هذا عن مناضلين..

هل أنهم لا يعلمون أن البلدان العربية تحكمها انظمة استبدادية... و بعضها فقط فيها هامش من الحرية يختلف من بلد لآخر؟ وهل يجهلون ان اغلبية هذه البلدان.. أنظمتها مطبعة في السر او في العلن مع الكيان؟ .. وان بوليسها السياسي يلاحق النشطاء الذين يخرجون عن الموقف الرسمي المتعلق بقضية فلسطين…

شخصيا أصبحت اعتقد انهم جهلوت في الموضوع.. لأنهم لا يطلعون على تقارير المنظمات الحقوقية العربية و العالمية... ويعتبرونها حقوقية وموالية للغرب.

هل يجهلون ان هذه الأنظمة تمنع حرية التظاهر بدون ترخيص منها؟ وحتى إن كان التظاهر بالإعلام في بعض البلدان فهو يتحول في الواقع إلى ترخيص مقنع لما السلطة n'aime pas ça ؟

وهل يجهلون ان من بين تلك الأنظمة من يعاقب بشدة التظاهر بدون ترخيص... كما أصبح الأمر عليه مثلا في مصر بعد إنقلاب السيسي .. أو في الجزائر بعد اجهاض الحراك المواطني ضد العهدة الخامسة من طرف العسكر؟

وهل يجهلون ان في بلدان الخليج وعلى رأسها بلاد المنشار.. التظاهر ممنوع... ويعتبر حتى خروجا عن طاعة ولي الامر؟

وهل يعجزون عن فهم لماذا لم نرى في كل تلك البلدان وغيرها مظاهرات شعبية لمساندة القضية الفلسطينية؟

وهل يجهلون ان في بقية البلدان العربية التي فيها هامش من الحرية مثل تونس ... حصلت وتحصل بعض المظاهرات والتظاهرات من طرف القوى الوسيطة في المجتمع.. لكنها ليست دائمة طالما العدوان متواصل كما يحدث في الغرب؟

وهل يجهلون لماذا اغلبها تكون رمزية... ويقتصر الحضور فيها على المناضلين.. ولا تلتحق بها الجماهير العريضة ؟

وهل يجهلون أنها تحصل تحت رقابة وتأطير السلطة وأمنها عند الحاجة...او رغم هرسلة المناضلين عندما تكون خارجة عن تأطيرها... مثلما حصل للعديد منهم في تونس و الأردن والمغرب.. الخ..؟

وهل يجهلون انه لما تدعو لها السلطة مثلما يحصل في اليمن... او من مجموعات عقائدية مسلحة قادرة على فرض حقها في التظاهر...فهي تكون آنذاك جماهيرية؟ ولو بنسب مختلفة...

ولماذا لا يطرحون السؤال الصحيح... للوصول للجواب الصحيح... قبل شتم الشعوب العربية... وبعض الحمقى خونوها؟

وهل يجهلون انه على خلاف بلداننا... ففي البلدان التي ساند حكامها العدوان على غزة... و أولها امريكا و بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا ومعظم بلدان الإتحاد الأوروبي ... اين فرضت الحقوق المدنية والسياسية ومن بينها حق التظاهر... فرضتها الشعوب على الحكام منذ عقود طويلة بفضل النضالات...فقد شاهدنا اكبر المظاهرات والتظاهرات؟ مع ديمومتها طيلة أشهر العدوان؟

وهل يجهلون السبب المتمثل في ان المواطن الغربي "العادي"... والقوى الوسيطة في تلك المجتمعات.. أصبحت عندها الحرية في جانبها الشخصي والفردي والجماعي حقوق طبيعية ونمط حياة..إلى جانب الأكل والشرب والعطل؟... وهذا خلافا لمجتمعاتنا التي لا يزال يجثم عليها مستبدون فاسدون شرسون وبعصهم متوحش مثل المنشار .. في غياب انتخابات دورية حرة وشفافة ونزيهة تلفظهم...

ولماذا يتظاهرون بتجاهل هذه الحقيقة... والحال انهم لما يشتد عليهم القمع والتنكيل في بلدانهم يهربون إلى تلك المجتمعات ؟

وهل يجهلون ان هذا هو الذي أجبر حكام الغرب المتصهينين على تعديل مواقفهم خوفا من خسارة أصوات من يشاركون في تلك المظاهرات ويتهموهم بالسكوت او بمساندة الإبادة الجماعية.. بمناسبة الإنتخابات التي تحدد وجودهم في السلطة من عدمه؟

وهل يجهلون ان هؤلاء الحكام الغربيين المتصهينين حاول العديد منهم منع التظاهر إثر 7 أكتوبر بدعوى حق الكيان قي الدفاع عن نفسه ولو بإبادة المدنيين العزل من أطفال ونساء و شيوخ...لكنهم تراجعوا رويدا رويدا ورغم أنفهم.. بعد ان قدروا النتائج الوخيمة التي ستنظرهم في صناديق الإقتراع... وأصبح الكثير منهم يطالب بإيقاف العدوان؟

ذلك يا اكارم... ان المواطن "العادي" العربي مثله مثل المواطن الغربي او غيره من مختلف القارات... ليس كائنا مناضلا في الشأن العام رغم ان له راي فيه لأنه كائن يفكر…

لكنه "لا يريد المشاكل"... بل إنه يريد العيش حرا وبكرامة.. محترما من غيره وخصوصا أصحاب البأس...واولهم الدولة..

ولما تكون سلطة الدولة تعتبره رعية... فهو يتهرب من بطشها لأن لا حول له ولا قوة..

ومن ينخرطون في النضال ضدها.. من اجل مشروع سياسي او مجتمعي اوغيره للتأثير على الوضع القائم... فهم قلة قليلة من كل مجتمع... لا يتجاوز عددهم عدد أصابع اليد من كل مائة مواطن.. فمثلا... كم من مواطن شارك في فعاليات الثورة بين 17 و14؟ .. والحال أنها ثورة.. وحصلت بمن شاركوا فيها؟

هؤلاء جميعا... من مواطني البلدان العربية.. هم دائما مع فلسطين ضد العدوان.. وضد الإحتلال .. وحتى مع تحريرها من النهر للبحر من المستوطنين العنصريين..

من قبل كنا لا نسمع منهم حتى لراي لغياب التواصل... لكن منذ عقدين أصبح لهم متنفس للتعبير عنه... بفضل وسائل التواصل الإجتماعي... رغم منعهم من انظمتهم المستبدة من حقوقهم المدنية والسياسية.. ومنها حق التظاهر والقيام بالحملات... وحرية التعبير في وسائل الإعلام التي تتحكم فيها السلط...

لكن اليوم نجد مساندة كبيرة في وسائل التواصل الاجتماعي للقضية الفلسطينية بفضلهم ..حتى أنهم غلبوا فيها المساندين للإحتلال بالضربة القاضية ... وهذا رغم حنق الحانقين من جثامهم.. وخصوصا المطبعين منهم في السر أو العلن... وعلى رأسهم المنشار المناور الخطير اليوم على مستقبل القضية.

اليوم أصبح عشرات الملايين من المواطنين العرب يمارسون حرية التعبير في وسائل التواصل الاجتماعي ...رغم انف تلك السلط المستبدة بهم التي لا تتركهم يتظاهرون بحرية للقضية ...

وأمام هذا الكم ... أصبحت تلك الأنظمة عاجزة عن اعتقال عشرات الملايين يختلفون معها حول القضية …

وهذا تحول نوعي ..فهم يساندون علنا المقاومة وعلى رأسها حماس رغم أنف حكامهم!!

وهم يطالبون بانتهاء الإحتلال من النهر للبحر رغم أنف حكامهم...

والعالم كله يشاهد!!

والحال ان تلك السلط المستبدة والفاسدة ...لا تزال تناور على المقاومة بكل وقاحة... مع الصهاينة والحكومات الأمريكية والغربية.. ومنها حتى من يعامل المقاومة كإرهاب مثل الصهاينة!! ..فيمنع قياداتها و مناضليها من حق اللجوء في بلدانهم !!! وحتى من مجرد زيارتها!!!

وهل تساءلتم مثلا لماذا يتعامل السيسي سياسيا مع المقاومة عن طريق مسؤوليه الأمنيين عوضا عن مسؤولين سياسيين ؟ ... في حين انه يتعامل شخصيا هو ووزراءه مع قيادات سلطة رام الله المعترف بها من الغرب؟

فبحيث...

اليوم... تلك السلط العربية تجد انفسها ورغم انفها... مفروض عليها من طرف شعوبها هامش من الحرية في مجال التعبير .. يمارسه الآن المواطنون العرب بعشرات الملايين لمساندة القضية الفلسطينية ...وهذا هو مكسبها الوحيد لحد الآن...

وهم يستغلونه لترويج مواقفهم لدى شعوب للعالم... ويبينون ان حكامهم يغردون خارج سرب شعوبهم.. وانها لا تتكلم بإسمها... وانها تعمل فقط على الحفاظ على ديمومتها لا بالإعتماد على ما تريده شعوبها.. وإنما بالإعتماد على حكام الغرب والكيان الذي ابرم بعضهم معه اتفاقيات ابراهام التطبيعية والتصفوية للقضية الفلسطينية .. ومعظم الباقي منهم كان يهرول في نفس الطريق...قبل السابع من أكتوبر الذي قصم ظهره..

وطبعا هي تبقى للبعض من مواطنيها بالمرصاد.. لما بعضهم يتجاوز الذي لا يزال محظورا... إلى القيام بأمر موحش ضد الامراء والملوك والرؤساء العرب الحاكمون بأمرهم.

وبحيث...شكرا.. شكرا.. للمقاومة وعلى رأسها حماس.. على طوفان الأقصى.. الذي مكن الشعوب العربية من التغريد ضد رغبات حكامها المستبدين الفاسدين المطبعين العمالاء...

وفضح الكثير... بمن فيهم الذين جعلوا من حق تقرير شعب محتل رأس مال سياسي...هؤلاء الشموليين الذين يشتمون شعوبهم لأنهم لا ينزلون للميادين...او أولائك الذين ينظرون عنهم وكأنهم آتون من شعب في المريخ.

وبحيث...أعيد ... في تونس لو كنا لا نزال في العشرية السوداء(ما نعرفش علاش ديما تضحكني العبارة)... لكانت المظاهرات اكثر واعم ومستدامة حتى إيقاف العدوان كما هو الحال في الغرب... لأن المواطن لم يكن خائفا آنذاك على حريته..

وبحيث ... بقى عزائي دائما.. لهؤلاء الذين ساندو الإنقلاب على دستور الثورة الديمقراطي.. وعلى عشرية الحرية السوداء... والذين جعلوا من القضية الفلسطينية قضية مركزية... وعندما تسمح لهم سلطة الأمر الواقع بالنزول للشارع.. فلا يجدون مواطنين ينزلون معهم.

فيكونون كالكراكوزات... مثل من قطع غصن الشجرة الذي جلس فوقه.

آه حقة... ديما النص طويل.. شماتة في التصحيحين من أصدقائي... إلي سانذوا انقلاب على حرية شعبنا المكتسبة في العشرية السوداء بفضل الثورة.. ولي نعرف باش يثبتوا في كل كلمة ... ثماش ما نعمل تزليطة يكبشو فيها.. ويسيبو في لب الميضوع.

والأصدقاء لخرين متاع عصر السرعة... موش مشكل كان ما يقراوش النص... بطبيعتهم باش يقراو العنوان وقت يظهرلهم... وتكون الفكرة وصلت.. وهذا المهم.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات