عن "رهبان" بسيس وفشل الصيد بالكركارة

ذهاب "برهان بسيس" إلى التحقيق أصبح حدثا، ليس لأن مبرر الذهاب أعوج قانونيا وغير ديموقراطي مثل عشرات الناس، مجهولين وبلا حيثية أو معروفين، بل لأنه يقف عند جدار الشهرة الخامجة مع الانستراغراموز في صف مشاهير تلفزة البوبالة التي هو أحد صناعها، كما أنه ليس صانع محتوى بقدر ما "ذهب في جرة مناضلة حرة" هي الأستاذة دليلة مصدق،

وأنا عندي مشكل في كتابة اسمه اذ تسبقني أصابعي لكتابة "رهبان" بدل برهان، والرهبان لغة من المسيحية الأرثوذكس واصطلاحا هو شخص غامض بقوى سحرية يحتكم على ثروة طائلة من الذهب، علامته: أبيض تماما من الشعر والبشرة (ألبينوس، أمهق) بستة أصابع في كل يد، والخلاصة أنه نجا بفضل سحر الأصابع الستة في كل يد عندما حكم عليه بعامين سجنا وخطية فاحشة بسبب قضية فساد عائدة إلى زمن المسيحية الأرثوذكس لتدبير الرأس،

لكنه قبل تلك المحنة كان أكثر شرفا زمن حماس الثورة حين أعلن في برنامج تلفزي "كان تشوفوني في الاعلام اطلقوا علي النار"، يعني حدا أدنى من الكرامة والكبرياء وهو خروج مزيف من الساحة لأنه لم يقدر على مقاومة إغراء الشهرة والفلوس خصوصا في ظل انتشار تلاميذه وصبيانه الأقل شأنا منه للإثراء السريع والنجومية في الإعلام وفق قاعدة "المديح مجانا والشتم بمقابل" وكان يعرف أن حكاية إطلاق النار عليه لا تجيء حتى في الأفلام، لذلك اشتغل مع الجميع من أجل هدف واحد: مكان تحت الشمس والكثير من الفلوس،

مما يؤثر عن رهبان بسيس منذ بداياته في الجامعة هي موهبة تبين مصدر السلطة والقوة والذهاب إليها مباشرة، إلا هذه المرة، ليس لخطأ في منهجيته، بل لأن مصدر السلطة والقوة والفلوس في هذا الوطن الكئيب قد أصبح عبثيا، لا أحد يفهم أين توجد السلطة ولا أين تبيت ولا كيف تفكر ولا ماذا تريد، لذلك تعرضت كل أدواتهم التاريخية إلى التشويش، بعضهم أصبح يشتغل بالكركارة وبالعرض، على أمل أن تخطف في مكان ما، فإذا بهم يتلقون استدعاء إلى القرجاني، حيث لا أحد يفهم أين يوجد عقل الدولة أصلا؟

نحن بسطاء، من حيث المبدأ، نقف ضد أي تعسف على حقوق الناس، ومن حيث الواقع، كتاب تاريخ يومي، ليس لنا ما نخسره أصلا، فقد خسرنا كل شيء،

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات