معطيات سريعة

_ أمريكا دخلت أفغانستان سنة 2001. بقيت هناك 20 عاما وجرّبت كل آلتها العسكرية الهمجية ضد شعب فقير ومنقسم ويعيش ثقافيا خارج منظومتها تماما. ثم اندحرت ذليلة مهزومة ولم تغنم شيئا.

_ أمريكا هرولت بحاملة طائراتها وكل سلاحها الأحدث في العالم لإنقاذ الكيان القذر منذ اليوم لأنها متأكدة أنه انهزم فعليا وسينتهي إن لم تتدخل لإنقاذه.

_ أوروبا في أغلبها، فرنسا وبريطانيا وألمانيا أساسا، لا تريد للكيان القذر أن يتحلل لأنه جزء من تكوينها التاريخي الحديث القائم حول عقدة ذنب جماعي تجاه اليهود مصحوبة بعقدة خوف حضاري من عالم الإسلام التاريخي. لذلك انخرطت باندفاع مرضي في إسناد الكيان المجرم.

_ الدول العربية كلها تقريبا انخرطت عمليا في اعتبار الكيان معطى جغرافيا وسياسيا نهائيا في المنطقة فجاءت معجزة 7 أكتوبر لتبعثر كل حساباتها. لذلك هي تتمنى أن يتم القضاء على حماس لأنها أفسدت طمأنيتها المجرمة.

_ الشعوب العربية وجدت في عمق مخزونها النفسي انتماءً عاطفيا لفلسطين، ولكنها اكتشفت أنها تفتقد لأي انتظام سياسي قادر على تعبئتها لخوض معركة التحرر من الأنظمة التي تحرس بالقمع والسجون التقسيم العالمي للسياسة الذي شكله الاستعمار الحديث.

_ أخيرا، هناك عناصر فعل تحرري استثنائي أطلقته حركة حماس في فلسطين. دور أحرار العالم أن يستثمروا في هذا الفعل بكل الوسائل لتغيير هذا الشكل القبيح والظالم والوقح لنظام إدارة العالم.

ولله الأمر من قبل ومن بعد...

بعض خيال سياسي:

الشخصية العربية الإسلامية المهيمنة الآن، أي البنية الذهنية والنفسية للعرب والمسلمين عموما، أصغر بكثير من أن تحتضن انتصارا حمساويا فلسطينيا تاريخيا حاسما.

مجتمعاتنا لن تكون قادرة على تصريف انتصار ضخم ومفاجئ ومعجز بحجم زوال الكيان القذر وانفضاض رعاته الدوليين عنه وربما اندحارهم من المنطقة.

ستكون فلسطين المحررة محاطة بركام من المجتمعات السخيفة العاجزة والمنقسمة نهائيا.

هل تكون فلسطين المحررة حينها قاطرة لطفرة نهوض عربي لا تتوفر شروطه؟

أو على الأقل.. هل تكون فلسطين اختراقا تاريخيا، نفسيا وسياسيا وفكريا، لحالة الانحطاط العربي الشامل الحالي؟

وتبا.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات