هل الضحالة الاستثنائية للطبقة الحاكمة التي تقود البلاد منذ الانقلاب أمر مخطط له من جهة ما؟

أول جمل نطقها رئيس الحكومة الجديد. جمل كالدرر: " تونس.. هي تونس.. تونس أولا.. الدولة مع تونس.. تونس وحدة.. ما عندنا كان تونس.. je suis sûr اللي النجاح لتونس ولصغارنا.." ليدقق له وزير التربية أن النجاح سيكون حتميا "تحت قيادة الرئيس المخلص" فيضيف هو في حالة هيام سياسي "الرئيس ما كيفو حد". حوار سيخلّده التاريخ كأعمق حوار سياسي بين سياسيّيْن عظيمين.. منذ الحقبة الطباشيرية. الآن.. بعد أن شبعنا مزحا وخففنا عن أرواحنا صدمة الاكتشاف الرهيب.. لا مفر من أن نواجه السؤال التالي:

هل الضحالة الاستثنائية للطبقة الحاكمة التي تقود البلاد منذ الانقلاب أمر مخطط له من جهة ما؟.. أم هو مجرد صدفة؟.. أم هو منتَج طبيعي يناسب البنية الذهنية لمجتمعنا ؟

طبعا المعاندون الذين سيتمسكون بأن الذين حكمونا سابقا ليسوا أفضل من الحاليين لست معنيا بإقناعهم، لأن كاراكوزات ما قبل الانقلاب لم يمسكوا مواقع هامة في الدولة واكتفوا بأن وفروا، من مواقعهم الهامشية، مادة تسلية لإعلام احترف "كركزة" الديمقراطية بوعي وتوجيه.

جوابي:

أنا أميل إلى أن تصعيد نماذج بشرية مغرقة في الضحالة ولا علاقة لها بالسياسة إلى واجهة الحكم وجعلهم وجه الدولة.. أمر مقصود تماما.

من يفعل هذا ولماذا: الجهة التي انقلبت على الديمقراطية أنضجت لحظة الانقلاب بترذيل الديمقراطية. وهي منذ تلك اللحظة تقوم بإنضاج نقطة "استحالة العودة إلى الديمقراطية" بترذيل كل ما له علاقة بالسياسة.

بحيث نصل إلى حالة مجتمعية عامة طاردة لفكرتي السياسة والديمقراطية.. لتتكفل هذه الجهة/الجهات بمهمة حكمنا دون الحاجة إلى القهر.. بل ستبدو وكأنها "عاملة علينا مزية".

إلى متى يمكن أن تدوم هذه الحالة؟

ما زالت مطولة… تبا

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات