هناك أرضيّة خصبة جدّا من الجهل والاختلال والوثوقيّة

ذاهلة لدرجة التصديق الكلي التي يستسلم لها عدد كبير من " المتلقّين " للفيديوهات الرائجة، مثقفين وغير مثقفين، وكأنّنا لم ندرس خطورة التصديق المطلق، وكأنّنا لم نمارس " الشكّ المنهجيّ " وكأنّنا لم نتعلّم التفكير النّقدي في المدارس.

الخلل أنّ هناك رغبة حقيقيّة في التصديق وكأنّ الفرجة لا تحلو إلّا بذلك، حيث يتمّ إبعاد " العقل " المغيّب بطبعه والاستجابة لدغدغة المشاعر ونزعات الإرضاء و لنداءات الغريزة التي تطلّ برأسها في كلّ مناسبة للعبث بكلّ شيء.

الأمر لا يتعلّق بمجال "السياسة " فحسب إن بقي بالإمكان الحديث عن سياسة. الأمر يتعلّق بكلّ ما يحدث. في كلّ ما يحدث هنا كأن يتعلّق الأمر بتشويه امرأة، أو فكرة جميلة، أو قيمة أصيلة، أو جمال فريد، فإنّ الانسياقات الجماعيّة نحو تصديق التشويه مخيفة إلى درجة التساؤل إن مازال هنا من هو قادر على التفكير قليلا.

والأمر لا يتعلّق بعمل " مخابراتي " فحسب، لأنّ فعل التصديق كفعل لاعقلي يتشارك فيه الجميع، وهناك أرضيّة خصبة جدّا من الجهل والاختلال والوثوقيّة تجعل المجتمع مهيّأ للتوجية وللانزلاقات الجماعيّة المشبعة للنوازع المرضيّة وللخيالات والأوهام الشائعة.

أعتقد أنّ البلاد صارت مختبرا مخيفا للقدرة على التلاعب بالشّعوب وعلى الاستيلاء عليها بأيسر السبل التكنولوجية. وقد تدرّس يوما باعتبارها تجربة مصغّرة للتضليل والتحكّم. الأمر كان واضحا بعد 2011 وازداد وضوحا في انتخابات 2019 حتّى اليوم. لقد صارت المحافظة على العقل حلما فرديّا وسط السّيلان المفزع للامعنى، المرحّب به على أرض يباب.

Commentaires - تعليقات
Brahim
06/09/2023 13:29
الخوف من خلق سيناريو لمحتكرين ويعترفون أنهم كانو يحتكرون وانا السيد قال الحقيقة وقضى على الاحتكار الوهمي ويصدق المجتمع