أحداث فرنسا... تونسية جدا.

ما يجري في فرنسا يخصنا في مستويات كثيرة. تاريخ فرنسا وتاريخنا متداخلان عضويا:

فرنسا حاضرة في تونس بكثافة من خلال مصالحها الاقتصادية الاستراتيجية وشركاتها وبنوكها. حاضرة بشكل أكثف من خلال ثقافتها ولغتها اللتان تصوغان الجزء الأكبر من المجال التداولي الرمزي في تونس عبر لغة التدريس في كل مستويات الدراسة والعلوم والصنائع.

أما حضورها السياسي فهو سبب ونتيجة للبعدين السابقين. لذلك هو استراتيجي طبعا وكثيف جدا ومصيري بالنسبة إليها.. وبالنسبة إلينا أيضا.

التونسيون والعرب في فرنسا معطى ديمغرافي ثقافي سياسي يؤرّق فرنسا منذ عقود. والأحداث الأخيرة التي تفجرت بسبب مقتل جزائري/فرنسي على يد شرطي فرنسي وضعت دولة فرنسا مرة أخرى أمام أزمة هويتها السائلة المنفلتة التائهة.

فرنسا أسيرة تاريخها الاستعماري والنومنكلاتورا الثقافية المالية المتطرفة المهيمنة على قرارها السياسي والوفية لهذا التاريخ الاستعماري العنصري. في حين أنها تمتلك من التراث التنويري ومن رصيد عقلنة ما يمكنها من أن تبني نموذجا لديمقراطية إنسانية كوسموبوليتية حاضنة للتنوع الثقافي والاثني الذي يميزها عن كثير من الدول الرأسمالية الفقيرة فكريا.

الصراع المحتدم بين نموذجين مجتمعيين في فرنسا.. يمتد إلى تونس، ويتضاعف عندنا بسبب تراث التخلف طبعا.

تبا.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات