هل تركيا شأن داخلي تونسي..!؟؟ نعم.. ولا.

هي موضوعيا شأن تونسي بسبب تحول تركيا إلى لاعب سياسي إقليمي ودولي مهم يتمدد فعليا اقتصاديا وسياسيا في مجاله الجغرافي القديم على حساب لاعبين تقليديين، على رأسهم فرنسا ثم بقية أوروبا.. وأمريكا، ولاعبين جدد.. روسيا والصين وإيران.

وهي شأن تونسي بشكل أخص بسبب ارتباط ثقافي تاريخي مباشر ممتدّ في الزمن منذ الصراع العثماني الإسباني على تونس، ثم استقرار تونس تحت حكم العثمانيين أكثر من ثلاثة قرون، بما يعنيه هذا الامتداد الزمني للإلتقاء التركي التونسي من تجذّر نفسي حضاري للروابط بين المجالين.

هذه الرابطة كسرها بعنف مادي همجي الاستعمار الفرنسي الذي قام بتحويل وجهة التاريخ العام لتونس واستمر في المحاولة إلى حد اليوم بكل وسائل العنف المادي والرمزي، الأمر الذي انتهى بالمجتمع التونسي و"الشخصية التونسية" إلى حالة معقدة من الانقسام والازدواج والميوعة والتيه والقهرية.. واللاملامح.

وهي شأن تونسي لأن كلا من تركيا وتونس دخلتا إلى التاريخ المعاصر من نفس الباب تقريبا.. علمنة للدولة والمجتمع ينجزها زعيم باعتماد جهاز الحكم (مع دور مركزي للجيش في تركيا).. وديمقراطية ممنوعة.

وكما كانت الديمقراطية في تركيا تهديدا مباشرا للدور الفرنسي في خارطة النفوذ التقليدي في أوروبا، فمن باب أولى أن تكون تهديدا مباشرا لفرنسا في مستعمراتها الضعيفة القديمة والدائمة وعلى رأسها تونس.

بالمقابل يمكن القول طبعا أن انتخابات تركيا شأن لا يخص التونسيين مطلقا.. لأن تركيا في قلب التاريخ. ونحن هباء.

تبا.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات