بلاغ غير كاف لإطفاء نار الفتنة العنصريَّة الَّتي أشعلها رئيس الجمهوريَّة

صدور البلاغ الثُّلاثي المُتزامن المتأخِّر جدًّا وبلغة تآمريَّة خشبيَّة جدًّا لرئاسة الجمهوريَّة ولرئاسة حكومة الرَّئيس للتَّدابير الاستثنائيَّة ولرئاسة ديبلوماسيَّة التَّدابير الاستثنائيَّة إجراء محمود، ولكنه منقوص ولا يزال يحمل في طيَّات أحشائه وحشوه اللُّغوي خطابا تآمريًّا متوتِّرا..

وهو بلاغ غير كاف لإطفاء نار الفتنة العنصريَّة الَّتي أشعلها رئيس الجمهوريَّة بخطابه الانفعالي واللَّامسؤول والمُتهوِّر والتَّآمُري والعنصري حول "مخطَّطات تغيير التَّركيبة الدِّيمغرافيَّة لتونس عبر توطين الأفارقة جنوب الصَّحراء"..

وبالأخص في سياق ما سبقه وتبعه من خطابات عنصريَّة مقيتة وتحريض على الكراهيَّة وممارسات عنصريَّة إجراميَّة ارتكبتها "تنسيقيَّات" فوضويَّة وأحزاب وهميَّة فاشيتسيَّة تدَّعي وصلا برئيس الجمهوريَّة دون أن يصدر عنه شخصيًّا أيُّ تبرُّأ رسمي وعلني منها ودون أن تفتح سلطات التَّدابير الاستثنائيَّة التَّحقيقات الإداريَّة والأمنيَّة والقضائيَّة اللَّازمة ضدَّ المسؤولين عنها وتمتيعهم بالإفلات من المسائلة ومن العقاب عن جرائمهم العنصريَّة..

جميل أن يتخلَّص البلاغ الرَّسمي الثُّلاثي للجهة المجهولة الَّتي فرضت البلاغ على "قرطاج" و"القصبة و"الجبل الأحمر الشِّيراتون الشَّمالي التَّوفيق" من الخطاب العنصري "الزِّمُّوري" (نسبة للعنصري الفرنسي إيريك زِمُّور مروِّج نظريَّة "الاستبدال (الدِّيمغرافي) العظيم" العنصريَّة)، وجميل أن يتخلَّص البلاغ الثُّلاثي من مرض تشويه تونس وتاريخها وقوانينها، بل والتنويه بقانون 2018 لمكافحة الت"َمييز العنصري..

لكن كان ولا يزال لزاما على رئيس الجمهوريَّة، وبعيدا عن لغة "الشَّرف الأثيل" و"تَقَرَّر" بناء للمجهول وسرد قرارات غير مدروسة وترقيعيَّة:

1ـ الاعتذار بدون مواربة عن خطابه العنصري وتحميل المسؤوليَّة لبطانة السُّوء الفاشيتسيَّة المتسلِّلة لمحيطه ولأجهزة الدَّولة وإبعاد أذاها،

2ـ التَّنبيه الواضح على أنصاره ومن يدَّعون وصلا به وتذكيرهم وكل التُّونسيِّين بعلويَّة قوانين البلاد، وتحميلهم المسؤوليَّة السِّياسيَّة والأخلاقيَّة والجزائيَّة على التَّحريض على خطابات الكراهيَّة والعنصريَّة، ودعوة وزير التَّدابير الاستثنائيَّة لداخليَّة "البناية الرَّماديَّة" ووالي التَّدابير الاستثنائيَّة على تونس المُكنِّي نفسه ستالين وزملائه في كامل تراب الجمهوريَّة وكل مسؤولي سلطات التَّدابير الاستثنائيَّة بأنَّ تونس ليست ولا يمكن أن تتحوَّل "غولاغ ستالين" ولا إلى "القُمصان السَّوداء" للفاشيَّة الموسولينيَّة ولا إلى "أفران" النَّازيَّة والعُنصريَّة "الآريَّة" ولا حيل النَّظريَّات الشّْمِيتيَّة" لصنع واختلاق وإبادة "العدو الدَّاخلي" و"العدو الخارجي" لإرضاء هلوسات "الفهرر"..

3ـ الكف عن الخطاب التَآمري، بالاتِّحاد الإفريقي والأمين العام للأمم المُتَّحدة والمنظَّمات الحقوقيَّة الوطنيَّة والدُّوليَّة والقوى السِّياسيَّة والاجتماعيَّة والمثقَّفون وفلاسفة ونُخب البلاد أجمعوا على المسؤوليَّة السِّياسيَّة والأخلاقيَّة بل والجزائيَّة لرئيس الجمهورية في إشعال نار الفتنة العنصريَّة، ولا دخل لما أسماه البلاغ الثُّلاثي المزدوج للجهة السِّياديَّة المسؤولة الخفيَّة ب"الجهات المعلومة"..

4ـ الامتناع عن الاندفاع وعن الخطابات التَّآمريَّة وهلوسات منتصف اللَّيل لبطانة السُّوء والتَّصرُّف كرئيس للدَّولة التُّونسيَّة، ولابتعاد عن "الهدرزة" و"الدَّردشات" المنفلتة الَّتي تسيء إليه شخصيًّا وتسيء إلى موقعه القيادي على رأس السُّلطة التَّنفيذيَّة وتسيء للدَّولة التَّونسيَّة وللشَّعب التُّونسي الكريم وللأُمَّة التُّونسيَّة الخالدة بانتمائها العربي الإسلامي المغاربي الإفريقي…

ولنردِّد مع زعيم تونس الخالد وباني سياستنا الخارجيَّة وعقيدتنا الدِّيبلوماسيَّة الزَّعيم الرَّاحل الحبيب بورقيبة ما قاله من على منصَّة البرلمان السِّينيغالي في داكار في خطابه الشَّهير في جانفي 1966 لتوحيد إفريقيا بعدما مزَّق الاستعمار الغاشم أوصال القارَّة وصنع الفُرقة بين شمال وجنوب صحرائنا الإفريقيَّة الكُبرى: "تحيا إفريقيا، حُرَّة، مُزدهرة"..

تحيا إفريقيا، مُوحَّدة بشمالها وجنوبها وبشرقها وبوسطها وغربها وبكل أعراقها وثقافاتها ولُغاتها وديناتها.. تحيا إفريقيا، حُرَّة، مُزدهرة..

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات