رسالة إلى السيد الرئيس: وماذا لو انتصرنا على أمريكا؟

سيدي الرئيس، في ردك الحاد على بيان وزارة الخارجية الأمريكية وممثل الأمم المتحدة لحقوق الإنسان والممثل السامي للاتحاد الأوروبي، خلينا من "الحقائق المزلزلة" التي تعد بها ولم نجد لها أثرا واقعيا والأحكام المسبقة التي أطلقتها من مقر وزارة الداخلية والتي تتعارض مع مبدأ البراءة قبل المحاكمة العادلة، فإن بيننا وبين هذه الدول والمنظمات التي اتفق عليها أغلبية المجتمع الدولي، اتفاقيات نحن أمضينا عليها وقبلنا بشروطها ومنها الديموقراطية في الحكم والمحاكمة القضائية العادلة،

نستطيع أن نكون مثل كوريا الشمالية مثلا، حيث لا أحد يمنعنا من الخروج من هذه الاتفاقيات وإطلاق الإعلام المحلي لشتم أية نوايا مفترضة وراءها سوى حاجتنا إلى فلوس هذه الدول بقطع النظر عن سلامة موقفنا، فنحن في نظر أي "كوناتابلي" في هذه الدول والمنظمات، دولة فشلت في إقامة التوازن بين إنتاجها وإنفاقها وليست لها حلول واضحة للخروج من أزمتها المتصاعدة حتى في الخبز اليومي،

والحقيقة أننا نعتمد منذ نصف عام على برنامج دعم الواردات قصيرة المدى من قمح الخبز لضمان استمرار حصول محدودي الدخل على الخبز بأسعار معقولة، ومن الشعير المستعمل كأعلاف في تربية الماشية، فضلاً عن توفير المستلزمات الفلاحية للإنتاج المحلي من الحبوب، وعليه فإن الاحتجاج اللفظي على مواقف هذه المنظمات والدول، بقطع النظر عن عدالة موضوعه، يذكرني باحتجاجكم على تصنيفنا عن "أمك صنافة" الدولة، حيث يكفي التذكير أننا ننخرط من تلقاء أنفسنا في تصنيف هذه المنظمات وندفع أموالا طائلة لأجل أن تدرس وضعنا وتعطينا تصنيفا، أيا كان سوءه،

عليه سيدي الرئيس، إما أن تضعوا الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وأي طرف دولي يعبر عن أي موقف يخص الوضع في تونس في خانة "أمك صنافة"، والمتدخلين في ما لا يهمهم، وأن نقطع معهم العلاقات والمفاوضات حول القروض والمساعدات وشروطها احتراما لحقوق السيادة الوطنية العظيمة، وإما أن نفكر لحظة في تلك الطرفة التي تقول إن أحد حكام اليمن احتار في الخروج من أزمته فاقترح عليه أحد مساعديه الأفذاذ أن يعلن الحرب على أمريكا، فتحتل بلده وتجد نفسها مضطرة لإعادة إعماره، عندها قال الحاكم العربي العتيد: "وماذا لو انتصرنا على أمريكا؟"،

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات