مسار 25 جويلية بما هو انقلاب يجب ان يغلق مسار الانتقال كان واضحا منذ البداية في هدفيه الرئيسيين :
أولا : تحجيم النهضة / الاسلام السياسي( كما تسميه الغرف ) والعمل على عزلها قدر الامكان (دون استئصالها ) بماهي شرط التوازن الديمقراطي مع المنظومة بقطع النظر عن تقييم ادائها في علاقة بمسار الانتقال وذلك للوصول الى فرض ديمقراطية مسقوفة ونظام رئاسي ينهي كل امكانية لبناء ديمقراطية مفتوحة ومتطورة تذهب الى استقلال القرار الوطني وبناء القوة الوطنية المستقلة في المنطقة والاقليم .
ثانيا : رد الاتحاد العام التونسي للشغل الى حجمه النقابي المحدود لضمان الاصلاحات " الموجعة " والتوقي من كل امكانية لتحول المنظمة الى رديف ممكن لانتقال ديمقراطي حقيقي في المستقبل .
الهدف الأول اغرى الكثيرين من القوى الوظيفية والفاشية كي ترحب بالانقلاب وتتجنب تحقيق الهدف الثاني او تؤجله قدر الامكان وتمنع كل تحويل للصراع مع قيس سعيد على قاعدة : ديمقراطية / انقلاب .
لم يتمكن الوظيفيون من التحالف مع الانقلاب على قاعدة الهدف الأول فقد تم بسرعة اجهاض لعبة الاستقطاب بفضل جهد الشارع الديمقراطي بقيادة مواطنون ثم جبهة الخلاص كما ان التسرع الغريزي الاستبدادي لمنظومة الحكم الحالي ورغبته في تحقيق اهدافه بسرعة ورفضه كل تقاطع مع الوظيفيين ساهم بشكل كبير في توضيح المعركة الحقيقية على انها معركة الديمقراطية مع الاستبداد العائد .
المرتبكون حاليا هم من فوتوا على انفسهم فرصة القراءة الحقيقية لما جرى يوم 25 جويلية 2021 وسيستمر ارتباكهم دون ان يعرفوا على اي رجل يرقصون حتى تسقط المنصة من تحت اقدامهم .