سعيّد وخرافة 14 جانفي أم 17 ديسمبر ؟

تغيير تاريخ عيد الثورة هو من بين الأفكار المرجعية/الانقلابية لسعيّد. يعتبر أن ثورة 17 ديسمبر وقع الإلتفاف عليها واحتواؤها يوم 14 جانفي.. ولكنه لا يقول من طرف من بالتحديد. وهنا المشكل.

لأن أنصاره (رغم صعوبة التعرف عليهم بدقة) يتولون إكمال جملته الناقصة ويقولون أن الدولة العميقة هي التي التفت على مطالب المتظاهرين ودفعت بالسياسيين الإصلاحيين والعملاء والمخترقين ليسرقوا دماء الشهداء وتضحيات الثوار.

اليوم أيضا نزل سعيد إلى الشارع قبل 14 جانفي بيوم ليقول أن غدا ليس عيد الثورة. طبعا تحويل النقاش السياسي في مواجهة انقلاب إلى نقاش حول التواريخ هو العبث بعينه. ولكن لا بد من الإقرار بأن الفكرة تحظى ببعض الجاذبية، شأن كل الشعارات الشعبوية.

لنكن واضحين. لو كان سعيّد مستأنفا لمسار الثورة ومستعيدا لمطالبها الحقيقية، كان عليه أن يفتكها من بين أنياب الذين استولوا عليها. وهذه المهمة الكبيرة تستدعي ببساطة أن يكون على رأس قوة ثورية شعبية مسلحة كما فعل كل الثوار عبر التاريخ، أو/و أن تجتمع في شخصه معدلات ذكاء سياسي عالية جدا. لذلك يكفي أن نراجع معا يوميات "إدماجه الاستعراضي" صلب المؤسسات الصلبة لنفهم أنه، شخصا وخطابا، لم يكن إلا جزءا من كاستينغ انقلابي دقيق وذكي ومعقّد، ونادر الحدوث.

الخلاصة.. لعبة التواريخ هي من جنس تفاهة "حرية التفكير قبل حرية التعبير" لا أكثر…

وتبا.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات