عبير موسي "خيار" سياسي محدِّد في البلاد…

هي نقطة تقاطع استراتيجيات مختلفة قبل الانقلاب وبعده. فقد كانت أداة فعالة جدا في هرسلة الديمقراطية الهشة باستهداف مركّز لنقطة ضعفها الكبرى ممثلة في رئاسة البرلمان، وهاهي اليوم تواصل خطتها على واجهتين:


• العمل على إسقاط سعيّد، بعد أن ساندته الأيام الأولى للانقلاب.

• والتحضير لتعويضه وملء فراغ رحيله عبر تفكيك جبهة الخلاص المعارضة للانقلاب.

يعتقد البعض أن القضايا التي رفعتها موسي ضد قيادات جبهة الخلاص وقع تحريكها الآن من طرف الانقلاب. بما يعني وجود تحالف سرّي، أو موضوعي، بين عبير وسعيد. والحقيقة أن هذه الفرضية مستبعدة جدا. عبير معادية جذريا لسعيّد. وقد ساندته في خطوة الانقلاب لأنها كانت تعتقد أن الخطوة التي أقدم عليها سعيّد جزء من الخطة التي تشتغل هي لحسابها، قبل أن تفاجأ بعد أشهر من الانقلاب بأن دورها لم يعد مركزيا في الخطة.

ولكنها ب"شخصيتها" الاستثنائية، من حيث الصدامية والعنف والإصرار، يبدو أنها تنجح في افتكاك دور رئيسي في عمليات التحضير لمشهد "ما بعد سعيّد".

يبدو أنها نجحت في إقناع لوبيات مالية/سياسية/جهوية نافذة وصاحبة امتداد إقليمي ودولي بأنها الوحيدة القادرة على منع عودة النهضة كفاعل أساسي في أي ترتيب ديمقراطي قادم. وفي الأدنى ستكون الوحيدة القادرة على هزمها حتى انتخابيا.

عبير تقدم الآن مبادرة" إنقاذ" تقضي بالرحيل "الطوعي" لسعيد وقيام بودن بمهام الرئاسة. اقتراحها لبودن رئيسة إشارة إلى قرابة سياسية و"لوبيّة" ما معها. بما يؤكد أننا أمام انقلابين في انقلاب واحد:


• انقلاب يبرمج للتخلص من سعيّد.

• وانقلاب ثان يمثله "سعيد" يبرمج للتخلص من بودن (باقتراح وإصرار من حركة الشعب.. وأطراف أخرى).

وفي كل الحالات.. الجهات الانقلابية أقوى جدا من قوى المعارضة المشتتة وسجينة إصرارها على عدم مواجهة أخطائه الكارثة وأمراضها.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات