ييسبوها طواوير ويطلقون عليها الرصاص عصافير،

يتركونك تدخل سوق الجم، مدينة كاملة من التجارة الموازية فيها حليب الغولة حيث تشتري ما تريد نقدا: ثلاجة أمريكية بثمانية آلاف دينار مثلا، غسالات مصرية، كل ما تحلم به للبيت بأسعار بلا ضرائب، الشيكات لا معنى لها هناك، كل شيء حب حيّ "ورّق"، أما لما تخرج من هناك، تجد دورية تنتظرك: "هات الفاتورة"، هاي خويا، "لا، الفاتورة التي أعطوها لك ليس فيها المعرف الجبائي"،

ياخي أنت أصلا ما دخلك في المعرف الجبائي وأنت تشتري زربية وشوية ستائر لزوم تجهيز ابنتك للعرس؟ ياخي اشتريتهم من دولة أخرى؟ ثم ترى شاحنات تنقل بضائع مثل التي استوقفوك لأجلها تطوي الطريق بسرعة 120 كم وأنت واقف في الشمس تنظر حكاية الفاتورة التي ليس فيها معرف جبائي،

حسنا، إن الفارق الوحيد هو: أنت شكون؟ لمن تنتمي أو لمن تدفع؟ وتبدأ أنت تتغصور مع الجماعة وتفاوض، وتقسم زوجتك: "والله ماخذين قرض باش نجهزوا للبنية"، أيه؟ نسيبوها من الميناء وجهاز السكانير حيث التوريد العشوائي أو التهريب المقنع بكرادين الدخان الصيني وزرابيها وثلاجاتها وعجلاتها ونطلق عليها النار حين تظهر بالتفصيل في الباساج؟

مش ثمة، حاجة غير عادلة في الحكاية؟ عندنا مثل ريفي يقول: "يسيبوها طواوير (جمع طُوّار: صغير العصفور) ويحاوزوها عصافير،

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات