الاتحاد بين شارع الديمقراطيين و عزلة الانقلاب : وين تحط نفسك وين تصيبها

في حساب التاريخ ليست هناك اضافة ...الي حج حج…

في كل الحالات سلطة 25جويلية لا يمكن أن تمنح من يقف الى جانبها بشكل كامل أو حتى جزئي اي هامش للمناورة كي يكون وقوفه في موالاتها مشرفا حتى بشيء من الماكياج المجمل لندوب العار التاريخي التي ارتسمت على وجه من ساند انقلابا على الدستور والحرية بالقوة القاهرة للدولة .

تخوفات معارضي الانقلاب مما سيكون عليه موقف الاتحاد بعد لقاء سعيد / الطبوبي هي تخوفات في غير محلها مهما كان موقف الاتحاد الذي لن يغير شيئا في معادلة : انقلاب مأزوم / ديمقراطية ناهضة .

في كل الأحوال وجه قيس سعيد اهانة بالغة لكل من ارادوا الوقوف في المنطقة الرمادية المسماة " حدث 25 جويلية " بمجرد صدور الاوامر /المراسيم المتعلقة بإحداث لجنة كتابة الدستور القيسي و لجنة الحوار الشكلي .

بعبارة أدق مهما كانت مقترحات التدارك الصوري التي سيحاول بها قيس سعيد الايهام بتشريك المنظمات الوطنية او الاحزاب الموالية التي قضت هذه الاشهر في عملية عرض خدمتها عليه ، فستكون مقترحات غير حافظة لكرامة الموالين المهدورة بعد القرارات المهينة للمنظمات الوطنية وعلى راسها الاتحاد ولهذه الاحزاب التي تأخرت كثيرا عن اللحظة التاريخية للانحياز للديمقراطية ومناهضة الانقلاب وخسرت من كرامتها كثيرا بسبب هذا التأخر رمزيا و عمليا قبل حتى ان يعلن الانقلاب اقصاءها .

الانقلاب لا يملك الا مشروع حكم فردي غير قابل للاستمرار و عاجز عن الانجاز و ذاهب بالضرورة الى الاضرار بأوضاع البلاد والعباد اقتصاديا و اجتماعيا وهو غير معني بأي شراكة مع اي كان في " مشروعه الرسالي " وهو لا يرى في المنظمات و الاحزاب الموالية الا جزءا من الاجسام الوسيطة والمنظومة التي يجب ان يجبها " الدين الجديد " الذي يبشر به قيس سعيد .ولهذه الاسباب ليس من المتوقع اصلا ان تكون في مقترحاته للموالين في هذه اللقاءات التداركية اي رحمة بكرامتهم تخفض حجم ما وجهه اليهم من اهانة بعد تعيين لجنتي : بلعيد / بودربالة .

حيثما وضع الاتحاد وباقي المنظمات والاحزاب الموالية أنفسهم فهم سيختارون لأنفسهم اسوأ مواقع التاريخ ماداموا سيواصلون البحث لأنفسهم الطريدة عن مكان تحت 25 او في اكنافه مهما كان الماكياج الذي سيسمح لهم قيس سعيد بوضعه على خدودهم بعد الصفعة التي وجهها لهم، بل اكثر من ذلك سيكونون بالضرورة شهاد زور على نظام حكم غير قابل للاستمرار الا بمزيد الاضرار بالمصلحة الوطنية للبلاد والعباد .

ليس مهما ما سيرشح عن لقاء قيس / الطبوبي ولا اهمية اصلا لما ستقوله الهيئة الادارية غدا بعد هذا اللقاء …المكان الطبيعي الوفي لتاريخ الاتحاد في اللحظات المفصلية ان يذهب سريعا الى مكانه في الصف الديمقراطي و ان يغادر سريعا منطقة 25 الرمادية للانقلاب كما فعل الراحل عاشور في 78 و 85 عندما يكتشف مأزق النظام …غير ذلك لن يضيف الاتحاد قوة للانقلاب مهما اجل مناهضته له ولن يمنح هذا التردد حصانة لاتحاد لم يعد له من حل لتحصين نفسه من قطار انقلابي اهوج غير الاستقواء بالانحياز لشارع الديمقراطيين .

لقاءات الموالاة برئيس 25 في الوقت الاضافي لن تغير شيئا في ميزان القوة الحالي الذي يميل لصالح الشارع الديمقراطي الشريف في مواجهة الانقلاب . الشارع الديمقراطي انتصر الان في حساب التاريخ بقطع النظر عن توقيت تحقق الانتصار في السياسة .. مقابل انقلاب يخسر باطراد مهما كان عناده في الذهاب الى الامام حيث يوجد الحائط تماما…

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات