مهزلة اليمين : " اقسم بالله العظيم أن أخدم نفسي بإخلاص وتفان"

أقسم بالله العظيم أن أخدم الوطن بإخلاص، وأن ألتزم بأحكام الدستور وبالولاء التام له « قسم يؤديه النائب ويده على القران بعد الإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات التشريعية و في اول جلسة برلمانية في العهدة الجديدة."

» أقسم بالله العظيم أن أحافظ على استقلال تونس وسلامة ترابها، وأن أحترم دستورها وتشريعها، وأن أرعى مصالحها، وأن ألتزم بالولاء لها«قسم يلقيه رئيس الجمهورية امام مجلس نواب الشعب بعد صدور النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية وقبل تسلمه مقاليد الرئاسة .

» أقسم بالله أن أقوم بوظائفي بكل إخلاص وأمانة وأن التزم بعدم إفشاء سرّ المفاوضات وأن يكون سلوكي سلوك القاضي الأمين الشريف«قسم يؤديه القاضي قبل ممارسته القضاء.

وغير هؤلاء كثيرون من مسؤولي الدولة ومن غيرهم من »المحلفين » من الطبيب إلى رجل الأمن يقسم الواحد منهم ويدهم اليمنى على القران في كثير من حالات القسم العظيم ثم بعد ذلك يكون من أمره ما يكون.

طبعا لا احد يصدق أن كل هؤلاء صادقون في قسمهم فكثير من النواب حال دخولهم إلى المجلس يتحولون إلى لصوص وقاطعي طريق.. دخلوا الى المجلس خدمة لمجدهم الشخصي او حماية لأنفسهم بفضل تلك الحصانة اللعينة التي تصونهم من كل سوء ويسيجها زملاؤهم مما لا يقلون عنهم لصوصية.

أما رؤساؤنا فيقسمون على احترام الدستور، ولكنهم يعبثون به بعد ذلك أيما عبث فيحولون الجمهورية الى جمركية. أما قضاتنا فحدث ولا حرج فالكثير او القليل منهم مصاصو دماء بلا شرف ولا ذمة و لا أخلاق.

ما حاجتنا الى هذه المسرحية السمجة اذا كانت السياسة عندنا تحلل الكذب وتسمح بانعدام الشرف والمشي على البطن وبكل انوع المذلة والخزي ..لا ينفع في ذلك إيمان في الصدر ولا شهادة في ملف النجاح الدراسي ولا عمر قد يصل الى ارذله ، فصاحبه ساق في الدنيا والأخرى في الآخرة ولا نضال ينقلب أحيانا الى خيانة للفكر وللمبادئ.

أي عبث نمارسه على كتاب الله حين نضع عليه أيدينا وكأننا نضعه على سفر الشيطان وفصوله كلها في منافع الحكمة الخالدة » ولا تنس حظك من الدنيا« ؟

لماذا لا نعوض كل هذه الأنواع من القسم أعلاه بقسم آخر كما اقترح احد الكتاب في عالمنا العربي الذي يحترف الكذب ويعشق الرياء والنفاق فيكون نصه اصدق :

» اقسم بالله العظيم أن أخدم نفسي بإخلاص وتفان وان لا أضيع أية فرصة تقودني إلى تحقيق أغراضي وأن أضحي بالغالي والنفيس خدمة لأبنائي وعشيرتي».

فوالله ليكوننّ هذا القسم أقدس عند هؤلاء واصدق والحنث فيه أخوف لهم و اشد وطأة عليهم. ارحموا كتاب الله وأبعدوه عن هذا العبث.

أخيرا …من يحاسب كل من حنث في يمينه ؟ لو حاسبنا كل من يمر بالقسم من المسؤولين فينا ثم يعبث بعد ذلك بشؤون الدولة لما بقي لدينا كثير منهم غير مستحقين إلى أحكام بالسجن مدى الحياة أكثر من مرة .. بعدد المرات التي حنثوا فيها وهم أحيانا ينتقلون من قسم إلى قسم بحسب الوظائف التي تقلدوها مثل ان يصير القاضي المحلف عضوا في هيئة الانتخابات المحلف كل عضو فيها أيضا …. و لكم في يومكم هذا اصدق دليل وما بالحنث من قدم …

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات