نحن نرى الكارثة تقترب، على عكسكم تماما،

لم أتعود الرد على زملاء المهنة خارج تعاليقهم في صفحاتهم، لكن هذا الأمر يتطلب أكثر ما أمكن من العلنية لنبدأ الرد من الآخر:

• اعطنا شخصا واحدا تمت إحالته إلى القضاء باسم منظومة الفساد أو أي إجراء لتفكيك منظومة الفساد، أنا أرى منظومة الفساد تستمر في التعيينات العبثية وفي التوريد العشوائي وصفقات الدولة وفي كل مجال، مجرد أن يتركوا المؤسسة العمومية التي أنت تشتغل بها لأكثر من نصف عام بلا آمر صرف أو رئيس مدير عام هي كارثة سيادية، أصلا: ما معنى الفساد قانونا؟

• أي أحد عنده حد أدنى من الخبرة الاقتصادية سيقول لك إن سبب التضخم العالمي هو ارتفاع أسعار النفط والمواد الغذائية المسعرة بالدولار وأن ارتفاع سعر الدولار هو نتيجة وليس سببا، كل دولار زائد في سعر النفط يكلف الميزانية التونسية 22 مليون دينار نظريا في المستوى الأول، في المستوى الثاني أكثر من نقطة تضخم في بقية المواد الأساسية لانعكاسه على كلفة إنتاج كل شيء،

• الاتكاء على أننا في الهوى سوى وأن ارتفاع الدولار يشمل كل الدول وأن التضخم يبلغ رقمين في الكثير منها صحيح، لكنك تنسى أن مثل هذه الدول ليس فيها بطالة بين 18 و28% و105 آلاف خريج جامعات ومدارس و100 ألف خروج مبكر من الدراسة سنويا وأكثر من 4 ملايين فقير بلا أمل في تحصيل أكثر من 3 دولارات يوميا، ليس فيها عجز في نظام التقاعد والتأمين الصحي يزيد عن ثلاثة مليارات دينار سنويا، ونظام عاجز عن دفع ثمن فاصمة أو ساشي سيروم في أكثر العمليات الطبية خطورة،

• اتهام كتاب الافتتاحيات بالسوداوية وأنهم "يغوثوا بكلام أغلبه كذب وتدجيل" يحتاج منك أدلة عملية، لأن كل الخبراء، سواء كانوا من جماعة أمك صنافة أو خبراء محليين، يعتمدون أدلة وأرقاما مصدرها مؤسسات الدولة للوصول إلى أن الحال تسير نحو الكارثة الاقتصادية حقا، إذا لم تكن ترى ذلك، فهذا لقصور في الرؤية، وأيا كانت الحال، لن يقرضنا أحد دولارا واحد إلا وفق آراء المغوثين على رئيسك لأنه، فقط، لا يملك حلا لإعادة فلوس المقرضين،

• يبدو أنك لم تنتبه إلى أن الذين قالوا إن الشعبوية هي سبب ارتفاع الأسعار والتضخم المالي لهم كلام وجيه، لأن من يصرخ أننا على حافة الكارثة الاقتصادية والاجتماعية وأن الشعارات الجوفاء التي يرفعها السيد الرئيس ليست لها أية أجوبة واقعية في مختلف أوجه الحياة ولا علاقة لها بالحلول أصلا، نحن نرى الكارثة تقترب، على عكسكم تماما،

• أخيرا: الصحفي الذي يقف مع السلطة يفقد صفته المهنية ليصبح مكلفا بالإعلام والاتصال حتى بدون أجر، الصحفي يجب أن يكون دائما على يسار السلطة لنقدها وتصحيح مسارها وأن يقول لها ما يريده الشعب والخبراء، هذا إن كان لها مسار أصلا،

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات