إعلان إمارة قابس أوَّل إمارة تحت سلطان فوضى التَّدابير الاستثنائيَّة لحكومة الرَّئيس في "دولة الرَّئيس"

صدر اليوم، عشيَّة عيد الاستقلال المجيد، قرار عجيب غريب مُريب عن السَّيِّد المعتمد الأوَّل بقابس، المُكلَّف مُؤقَّتا بتسيير ولاية قابس، بإعلان نفسه قائما باختصاصات رئيس بلديَّة قابس، في خرق صارخ وخطير للدُّستور ولسيادة الشَّعب ولسلطان القانون ولاستقلال القضاء ولقوانين البلاد وللتَّراتيب والإجراءات الجاري بها العمل، رغم سردها الإنشائي، بدون فهم كُنها ولا روحها ولا نصِّها، في طالع إطِّلاعات قراره اللَّادستوري واللَّاقانوني..


…

معتمد أوَّل غير كُفئ مكلَّف مؤقَّتا بتسيير ولاية، من تعيينات المكافئات والولاءات الفوضويَّة، يُفتِّت أواصر الدَّولة، ويحلُّ محلَّ السَّلطة المحلِّيَّة المنتخبة ومحلَّ السُّلطة التَّنفيذيَّة المركزيَّة ومحلَّ السُّلطة اللَّامحوريَّة الجهويَّة "المعتمدة"، ويُقرِّر لوحده في إمارته، ويُعيِّن نفسه رئيسا لنيابة خصوصيَّة تحت مُسمَّى "الحُلُول"، وبدون سقف زمني، وخارج إطار القانون، غير إنشاء هزيل وحشو ركيك وهذيان الفوضى المُخيف؟؟؟

فحتَّى قبل مجلَّة الجماعات المحلِّيَّة وتحت سلطان دستور 1959 وحتَّى تحت سلطان التَّنظيم المُؤقَّت للسُّلط لسنة 2011 كانت قرارات حل البلديَّات وتعيين النِّيابات الخصوصيَّة تصدر عم وزير الدَّاخليَّة ويرأسها ضرورة المعتمد وليس والي الجهة أو من يقوم مقامه ويصدر أمر حكومي يحدِّد أعضاء النِّيابة الخصوصيَّة ويوكل رئاستها مؤقَّتا للمعتمد، ومع تحديد مُدَّة النِّيابة بأجل دقيق واضح.. ولا يصدر الأمر الحكومي إلَّا بعد مُداولة مجلس الوزراء لحكومة الجمهوريَّة بعد تقرير واقتراح في الغرض يُقدِّمه وزيرنا المُكلَّف بالدَّاخليَّة وبعد التَّشاور فيه مع رئيس الوزراء رئيس الحكومة، ولا ينشر بالرَّائد إلَّا بعد قرار مجلس الوزراء..

ألا يعلم المعتمد الأوَّل أنَّ الأمر العليِّ المؤرَّخ في 21 جوان 1956 والمتعلِّق بالتَّنظيم الإداري للدَّولة وبالقانون الأساسي للإدارة الخارجيَّة لوزارة الشُّؤون الدَّاخليَّة، بإمضاء الزَّعيم الحبيب بورقيبة الوزير الأكبر آنذاك نيابة عن الباي وباقتراح من وزير الدَّاخليَّة المناضل الطَّيِّب المهيري رحمهم اللَّه جميعا، يُحدِّد صيغا وشروطا وخبرة وأقدميَّة ونسبا واضحة جليَّة لتعيين الولَّاة ومعتمدي الوُلَّاة ومعتمدي الولَّاة في مجلس الوزراء بعد اقتراح مُعلَّل من وزيرنا للدَّاخليَّة، لو تمَّ احترامها لما تمَّ تعيينه في غفلة من الدَّولة؟؟؟ ألا يعلم؟؟؟

هل هذه هي سيادة الشَّعب وسلطة الشَّعب؟؟؟ هل هذه هي الدَّولة الواحدة الَّتي لها سلطة واحدة واحدة ورئيس واحد الَّتي تغنَّى بها رئيس الجمهوريَّة وبرَّر بها إعلانه تدابير الاستثنائيَّة للحفاظ على وِحدة الدَّولة ولإنقاذ الدَّولة من الفوضى "الدِّيمقراطيَّة"، فإذا بها تسقط بيد الهُواة الفوضويِّين في "دولة الرَّئيس" وتعود إلى ما قبل "الدَّولة"؟؟؟

هل هذه هي آخر حيل خيال الشَّاعر "الجَحْجَلُول" للمُضيِّ إلى الورى "زَقَّفُونة"، ليوهم النَّاس بأنَّه يدخل الجنَّة؟؟؟

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات