قطيع..

أعلن الإعلامي مراد الزغيدي يوم الخميس 10 فيفري أنه سيستضيف يوم السبت 12 فيفري في برنامجه على راديو IFM "ولأول مرة في ميديا تونسي القاضي البشير العكرمي". قال لأول مرة، بمعنى أنه سبق إعلامي بالنسبة إليه، ضيف سمعنا ونسمع عنه، دون أن نسمعه يتكلم.


…

وتهاطلت التعليقات التي تراوحت بين "أخيييت عليك" (تصوروا هذا العمق المعرفي)، و"هذه قالتلهم اسكتوا" (استنكارا واستغرابا)، و"ليس هناك فرق بين من أطلق النار لقتل الأبرياء وبين من تستر عليه ليفلت من العقاب. هذا تبييض للإرهاب" (كيف توصل إلى ذلك؟).

أكثر تعليق حظي بالاستحسان جاء فيه: "إنجاز اعلامي كبير و سبق صحفي لم يشهد العالم له مثيلا… هههههههههه" (بطبيعة الحال تعبيرا عن السخرية).

وطبعا هناك من سأل الزغيدي كم قبض قائلا: "في اطار حق النفاذ للمعلومة انجمو نعرفو قيمة اتعاب حصة التبييض هاذي بالريال القطري. شكرا"، مع الملاحظ أن صاحب هذا الحساب له صديق واحد فقط، وليست له أية تدوينة في صفحته. بمعنى أنه مجرد روبوت.

"جيبلو أشكون بش كيف يكذب و يقول كلام يغالط بيه الناس يتصدالو و يجبدلو الصحيح بالقرائن و الوثائق" (بمعنى أن الذين يتكلمون عن القاضي صادقون وهم بوصلة الصدق). وبطبيعة الحال هناك من اتهم مراد الزغيدي بأنه يدافع ع الخوانجية "…كل مرة نكذّب كي نسمعك يخي وليت تدافع على الخوانجية الي هلكو بلادنا و ضيعوها؟ و مينجمش تكون داخلة في باب انك objectif! لا! خسارة انت بالحق تخدم في اجندة معينة و عيب قداش كنا نحبوك و نحترموك مراد! الي ما يتشراش بالفلوس اكيد تشرا ببرشا فلوس… هذا العقل و المنطق شنو يقول".

آخرون، ولكنهم قليلون شكروا مراد الزغيدي على هذا السبق الصحفي أو بحثا عن الحقيقة.

*يوم بث البرنامج، كتب الإعلامي مراد الزغيدي تدوينة أعلن فيها: "لن يتم بث برنامج "عندنا أجندا". بمعنى أنه انحنى أمام هذا الهجوم العنيف الذي حكم أصحابه على البشير العكرمي دون سماعه. والحقيقة أنهم ليسوا هم الذين حكموا وإنما وضعوا عقولهم على حدة، وتركوا آخرين يفكرون لهم، ويعطونهم النتيجة. وهم يتبنونها بتعصب.

*بطبيعة الحال الخطأ في زرع هذه الثقافة هو الإعلام، حيث نجد إعلاميين ساهموا في هذه الشيطنة ولم يلتزموا بالمهنية التي يقتضيها عملهم، إعلاميون بلا ثقافة ولا فكر، ولا مهنية، ولا استقلالية، وإنما أجندات، أو أموال، أو إيديولوجيا. هم الذين صنعوا مثل هذا القطيع. وهم لا يدرون أنهم يوفرون كل الشروط لحرب أهلية.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات