"يرى المستبدُّ أنَّ أمره واجب الاتِّباع، ولو كان فيه حَتْفُ المأمور وخرابُ بيته..."

رئيس الجمهورية لرئيسة حكومة التدابير يوم الإثنين: "لا أتابع وسائل الإعلام لأسباب متعددة"، يوم الإربعاء بعد يومين، نفس رئيس الجمهورية يقرأ لنفس رئيسة حكومة التدابير نصا "نشر في الصحافة التونسية (جريدة الصَّواب "اشتراكيَّة" لصاحبها الجعايبي، "للدِّفاع عن مصالح البرلوليتاريا التُّونسيَّة") بتاريخ 30 جويلية إفرنجي من سنة عشرين وتسعمائة وألفين" (30 جويلية 1920)..


…

صحيفة ومقال صدر ضمن سياق الحركة الشُّيوعيَّة التُّونسيَّة كامتداد للحزب الشُّوعي الفرنسي، وما قبل نُضج المطالب الوطنيَّة بتأسيس فكرة "الدُّستور" وهيكلتها للحركة الوطنيَّة بتأسيس "الحزب الدُّستوري" ثُمَّ "الحزب الحُرِّ الدُّستوري التُّونسي" للدِّفاع عن "المصالح الوطنيَّة" وليس البروليتاريَّة كما أراد الجعايبي مرجع رئيس الجمهوريَّة..

جميل الاعتبار من الماضي، ولكن بمرجعيَّات وطنيَّة سليمة أجمع عليها العقل الجمعي للتُّونسيِّين.. ثُمَّ إنَّ رفض الإطِّلاع على الحاضر والنَّظر للمستقبل والإغراق في العودة إلى ما وراء الماضي خطير جدا..

صورة سيئة جدا يقدمها رئيس الجمهورية عن نفسه وعن الدولة بالإغراق في الماضي ومتابعة وسائل الإعلام لقرن خلى وزمن مضى، بل وصنع لوحات زينة منها لتعليقها على الجدران، ولا يتابع وسائل إعلام اليوم..

ورغم القراءة الَّتي استمتعت بها رئيس الحكومة مُعقِّبة في ثالث كلمة تنطق بها منذ توليتها حكومة التَّدابير منذ أربعة أشهر وتزيد: "نص جميل جدًّا"، فإنَّ هذا النَّصَّ القديم يحمل في طيَّاته بعض الأفكار لفهم ما يجري اليوم: "يرى المستبدُّ أنَّ أمره واجب الاتِّباع، ولو كان فيه حَتْفُ المأمور وخرابُ بيته…"

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات