"علاه ولّينا هكّه"؟

اللي يجرّب يهتمّ بالشأن العام يحضّر روحو بش يتعب خاصّةً اذا كان عندو الحدّ الادنى من تركيبة ذهنية سليمة وحدّ ادنى مالموضوعية وحد ادنى من الاستقلالية الفكرية.

مثلا:

- يجي واحد ما عندو حتى صلة بالاقتصاد الكُلي ولا التنمية ولا النمو، واللاّ واحد آخر مدير سابق واللاّ متقاعد من ادارة قالّك صنايعي في الاقتصاد، ويكتبوا تحتو "خبير اقتصادي ومالي"، اي نعم، "خبير" لا يزّي "الاقتصاد" ولكن زادا "مالي"، واللي مع بعضهم قليل في العالم بش ينجّم واحد يجمع بين الميادين الزوز هاذوما كخبير في نفس الوقت. معناها مالدقيقة لولا تبدى تتقلق وتتسائل وتثبّت في وجهو وفي حوايجو وشكون اللي قالو اللي هو خبير وعلاش ومنين جاء،…

- وبعد يبدو يتكلّم ويقول في جُمل تقالوا على الاقل 10^10 مرّة، من قبيل "البلاد على حافّة الافلاس"، و"أحنا قُلنالهم" و "الحلول موجودة"، و"كتلة الاجور" و "الترقيم السيادي"، و "العجز متاع المؤسسات العمومية"… وانت وقتها تقول بينك وبين روحك "شنيّة القدرة العجيبة اللي عندو بش يعاود جُمل فارغة من مضامين، خاصّةً بالحماس الفياض هذا، وكينّو يحكي على حاجة مزال كيف اكتشفها، …

- والاّ يوخّر ويقدّم، ويعاود حكاية "طبعان الفلوس" على معنى "planche à billets"، و"منين جات الفلوس"، وتولّي حكاية "وجودية" واللاّ تحليل متاع نص من "رسالة الغفران" متاع " ابو العلاء المعرّي"، و"البنك المركزي طبع واللاّ ما طبعش". وهذا يقول طبع،ْ ولاخر يقول "ما طبعش"، وانت وقتها تبدى تتسائل "علاه ولّينا هكّه"؟ ياخي -بقطع النظر عن البنك المركزي- ايّ عمليّة متاع قرض من بانكا واللا خلاص حاجة بشاك تتسمّى "خلق للعملة" من خلال الالية متاع "multiplicateur de crédit”.

- وزيد لاخر يوخّر ويقدّم ويقول اللي "contre-partie de la planche à billets" موجودة على خاطر الدولة رجّعت الفلوس للبنك المركزي ! وقتها تتبلوكا تمَامًا على كلمة "دولة" وكلمة "contrepartie”. وتزيد تتبلوكا وقتلّي يزيد يقول "effets d’éviction” متاع المؤسسات، اي نعم "متاع المؤسسات".

- انا نتذكّر التمارين متاع "probabilités"اللي فيهم فرضية الفأر اللي ما عندوش ذاكرة. بحيث قدّامو ستة حفُر، ويعاود يدخل في وحدة منهم برشة مرّات من غير ما يتذكّر اللي هو دخل فيها من قبل. معناها الناس هاذوما يعاودوا في نفس الحكايات الفارغة، وهي فارغة بالطريقة اللي يحكيوا فيها، عشرات المرّات وكينّهم ما عندهمش ذاكرة، بنفس "الجدّية" ونفس "الحماس" ونفس التبلّد الذهني على معنى شومبيتار.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات