"منظومة 17 ديسمبر ستكون مقبرة لكلاب 14 جانفي "

اعذروني على هذا الكلام فلقد ترددت أن أضعه عنوانا لتغطيتي هذه لمظاهرة 17 ديسمبر ولكن فلأحك لكم القصة من بدايتها كما تعودت.

لاحظت قبل خروجي من المنزل على الفيسبوك ان حاجزا امنيا منع المتظاهرين من الدخول الى شارع الحبيب بورقيبة على مستوى قنطرة شارع الجمهورية .فتفاديت وأنا قادم من الضاحية الشمالية أن ادخل من هناك.. فضلت الدخول من نهج محمد الخامس.

اعترضني حاجز امني يمنع السيارات من التقدم في تقاطع نهج غانا ونهج محمد الخامس. تركت السيارة قريبا من هناك وسرت على قدمي. عبرت نهج غاندي لأدخل إلى الشارع من احد الأنهج الفرعية ..كل الطرقات مغلقة : نهج كمال اتاتورك ونهج القاهرة ونهج مرسيليا وشارع باريس و نهج عاصمة الجزائر..

اجتمع عدد من المتظاهرين قبالة دار الثقافة بن رشيق.. كانوا يرفعون الشعار الذي صار معتادا " يا للعار يا للعار المسيرة في حصار".

استطعت في آخر الأمر الوصول إلى الشارع الكبير من نهج الحبيب ثامر ..كان النهج شبه فارغ عدا عشرات من أنصار قيس سعيد احتلوا منذ الصباح الباكر مدارج المسرح ...لم أشاهد اي تجمع قرب الكوليزي فالأمن منع أحزاب المعارضة من التجمع هناك .

لم يتظاهر معارضو الانقلاب أمام المسرح اليوم لسببين أولهما ان طوقا امنيا غير مسبوق ضرب على شارع بورقيبة وثانيا لان من وصل الى هناك وأنا منهم انسحب سريعا حتى لا يختلط بأنصار الانقلاب .

وقفت مدة قبالة المسرح قبل أن انسحب.. كان هناك أناشيد وطنية وخطب. تكلم شخص لا أعرف من هو ظل يسب ويشتم ويصيح.. قال كلاما أحزنني كثيرا وأرهبني لما يخفيه من ويلات .


…

لا استطيع أن أخفيه رغم بذاءته لأنه يمثل واحدا من اكبر المخاطر التي تهدد البلاد منذ وصول قيس سعيد إلى السلطة وبداية تهجمه على الجميع وليس فقط منذ 25 جويلية. قال بالحرف الواحد " منظومة 17 ديسمبر ستكون مقبرة لكلاب 14 جانفي ".

نعم أيها السادة اذا كان فيكم من وقف يوم 14 جانفي 2011 امام وزارة الداخلية فهو كلب في نظر واحد من أنصار قيس سعيد . كل النقابيين الذين تجمعوا صباح 14 جانفي في ساحة محمد علي وساروا في اتجاه وزارة الداخلية كلاب . كل أعضاء الهيئة الإدارية للاتحاد الجهوي بتونس الذي اتخذوا قرار الإضراب العام في العاصمة من 9 الى 11 صباحا كلاب . كل النخبة التي اجتمعت والبعض منها يناصر اليوم الانقلاب كلاب.

انها الفتنة يا سادة !!!

أنا لا ألوم المتحدث فهو عندي غر لا يعرف ما يقول أو وصولي ومتزلف يحسب أن التلحيس سيقوده إلى القصعة وان الفرينة ستحمله الى الرغيف الرخيص ولكن الذي يعنيني هو المحرض الذي يريد ان يلغي بمفرده 14 جانفي بعد ان حمله كل الجرائم .

يوم اخر من النضال .

فمتى يستيقظ البعض من غفوتهم ؟ متى يتفطنون أننا ذاهبون الى الخراب فلم يكد السيد يتسلم السلطة حتى بدأ في العبث بعقول الناس وأرائهم وسلطان كل من خالفه الرأي ؟ لكأنه انتدب انتدابا لنشر الفتنة وإذاعة الكيد بين الأفراد والجهات، ولكن لا يهم فالطريق طويلة والنفس طويل ولا تراجع …

تحية كبيرة جدا إلى المعتصمين اليوم في شارع الحبيب بورقيبة

زرتهم في الصباح بعد ليلة من العذاب مارسها ضدهم نظام فاسد وجائر يدعي انه يتحدث باسم الشعب ويصدقه أعداء الحرية حتى ولو ادعوا العكس .

مارس عليهم النظام الفاسد كل أنواع الاعتداء على حقوق الإنسان . ولكن متى كانت الديمقراطية وحقوق الإنسان تعني شيئا أمام هذا النظام ومن أعماهم الحقد والكراهية عن أي شيء فاعتقدوا أنهم يمكن ان يقاوموا النهضة بيد الاستبداد ؟


…

يا للغباء

جربنا ذلك مع بن علي الذي بدأ بالإسلاميين ثم بعد ذلك حارب كل مخالفيه يمينا ويسارا . ما أكثر غباءهم. إنهم لم يتعلموا شيئا من التاريخ. إنهم يرتكبون نفس الحماقات .


…

أظن أنهم تدربوا على مساندة المستبدين حتى صرت اعتقد أن مشكلتهم ليبست مع النهضة بل مع الديمقراطية لأنهم يحملون ستالين في داخلهم بل لعلهم يحملون الحجاج من يوسف وهو شخص يشبههم عندي .


…

معركتنا من اجل الديمقراطية. كل من يريد أن يزيفها لا يعنينا أمره. سنواصل المسيرة …لا كلل ولا ملل .

تحياتي لجوهر بن مبارك والحبيب بوعجيلة وشيماء عيسى إنهم في ليلة امس التي قضوها في البرد والعراء أعظم بكثير من منتقديهم من لم يجربوا ليلة من ذاك العذاب ..

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات