باب الشيخ الحزار والفتى البليد

(بعد إذنك خويا ابن المقفع)

ولما استأنس بخلو المكان، وحلم السلطان، تمرفق الفتى من شبع، وتدثر بدثار الورع، ثم قال : "مولاي، هل أذنت لي بنصيحة، ابعد الله عنك الخزي والفضيحة...؟

رد السلطان ضاحكا : "قل يا مهذار، ها انقلبت الأدوار، وحق علينا الصَّغار للصِّغار " - "حاشا وكلا الجرأة على معاليك، فهل أتاك حديث (الشايب الحزار والهصك الركيك) ؟! - "لا يا خبيث، فاحك واختصر الحديث" - "كان لنا في القرية شيخ ذا مقام، مقصدَ الفقير والشّاكي والمُضام، ورعا وصاحبَ فضائل، حاضرا لعرك المشاكل...

وحين ذرعني الهوى وقد بلغتُ الباءة، قصدته تسبقني إليه موجبات البراءة، فألقيت له بسري وعزمي، وأخبرته عن رغبتي في الزواج وجزمي، وعرجت على حجة الاختيار، لمن ستكون وتد الدار وزينة للبلد، وأما للولد، جديرة بحسبها ونسبها، ووكلته ان يمضي فيخطبها، فهو لليتيم وكيل، وللمتعثر دليل...

من الغد سار وكيلي إلى الأصهار، فانزوبتُ مستخيرا غروب النهار، وما سيجلب لي من أخبار... أليل الليل الأول، وبت بين لائم ومؤول؛ حفت بَلغتي بين داري ودار الحاج، وما أذل الناظرَ والمحتاج... ثلاثة أيام على ذه الحال، لا حسَّ وخبرَ وإن بمثقال، وحتى أهل الحاج تعودوا منه الغياب، خروجا لمهمة أو سعيا للاحتساب، فما ظفرت منهم برد خبر ولا ببصيص جواب...

ولما بلغني خبر إيابه، هببتُ لأستعلمَ منه أسبابه، فإذا هو يلقاني بعبوس، ويمنع عني جواز الباب كما الجلوس، ويعلمني بصرامة تُفزع وتُخيف "هو أنا وما ادراك، اعطوها لي كان بالسيف"... توة... اللي يقول العروس الجميلة هي الديمقراطية، والفتى هو المواطن الناشد لها، نشكي بيه لأنه "الحاج" ما يرحمش ذوي النوايا السيئة والذين يسعون للتطاول على ذي الصفة... أيواااه، اللعب بعشانا لا... دانا غلباااااااان .

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات