تلاحظوش اللي كلمة "غباء" واللاّت تتعاود ياسر في الفضاء العام؟

ومن غير ما نحكيوْا على ان الصفة هاذي هي عنف لفظي في حد ذاتها، لكنّها شهادة في نفس الوقت عللّي هو معتبر "غبي" انو على حسن نية. لكن ايجا تشوفو من جهة اللي يستعمل كلمة "غباء" وشنية الشروط اللي يلزم تتوفّر فيه باش يقولها:

- يلزم يكون هو "ذكي" في المطلق، معناها كلامو ومواقفو لا يشق لها غبار. وهذا، ما ظاهرليش انّو متوفّر بالصفة هاذي في الفضاء العام. على خاطر اغلب القضايا العامة تحتاج الى معلومات واخبار صحيحة ودقيقة وشفافة وتحتاج الى متابعة آنية وهذا موش متوفر مع جهاز اعلامي تاعب عاللخر.

- يلزم يكون هو في الموقف اللي اعتبر فيه "غباء"، يكون نجح في مهمتو، والاّ تعتبروه هو زاده موش صادق وقاعد يسب في الناس لأسباب عديدة، الارجح تكون جايه من عُقد نفسية.

وزيد كلمة غباء اللي هي عكس الذكاء، مفهوم نسبي، والذكاء فيه انواع. فيه اللي جاي من علم المنطق، وفيه اللي جاي من الاطلاع والسيطرة على خبايا المواضيع، وفيه الذكاء الاجتماعي، وفيه الذكاء العطفي، وفيه الذكاء الفردي، والجماعي… ويلزم كل نوع يكون مربوط بالهدف متاع استعمال الذكاء من اجلو… ويذا كان الهدف نبيل فمّه كلام، وايذا الهدف خبيث يولّي الحديث على "خبث" وقلّة معروف وغدرة.. لكن، يوخر ويقدم ويقول فلان "غبي"، هذا ما يلزمش الناس تاخذو بالاعتبار.

- فمّه اللي هوما "ذكيين" في تحقيق اهدافهم كيما "زعماء الدكتاتورية"، اللي علماء النفس يقرّوا اللي هوما فاهمين طبيعة البشر اكثر من غيرهم مالناس العاديين، ويكون الذكاء متاعهم حول "حماية السلطة متاعهم". وفمّه الذكيين من الاشخاص اللي هوما قادرين باش يسوقوا صوره على رواحهم مغايرة تماما على حقيقتهم، كيما الانواع متاع "الخبراء" اللي طلعوا في تونس واللي ساهموا في تبلّد الفكر…. صحيح، فمّه قضايا معقّدة جدا لغير المتخصصين، كيما الاقتصاد والحقوق والطاقة والطب (بدون ما نحكي على الرياضيات والفيزياء..) لكن العديد مالناس استسهلوها وواللّاوْا يناقشوا فيها وهذا ما تلقاه في حتى دولة تقريبا!

وفمّه الذكيين النزهاء (ما نيش نحكي على المجال الاكاديمي في العالم موش في تونس) اللي هوما اول ما يدفع فاتورة التهميش واللامبالاة.

والغريبة، انو اذا كان الذكي النزيه يأثّر على عشرة عباد، الذكي الخبيث يأثّر على ميا على خاطر الهدم اسهل مالبناء والاستثمار في الازمات ما يتكلف حتى شيْ للمستثمر.

على مراد الله.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات