من يتابع الحوارت السطحية التي تقدمها القنوات التلفزية في تونس تحديدا، يُصاب بحالة من الذهول أمام المستوى العلمي لجهلوت الحداثة وجهلوت الدين.. استخفاف بأبسط القواعد العلمية والأخلاقية، عبث باللغة وبالتاريخ وإسقاطات تزهد المستمع في الدين وتكرهه في الحداثة فكأن المقصود في النهاية تحطيم كل المعالم و تسفيه كل المعايير لتنمية قابلية تلقي التفاهات والانخراط في ثقافة الاستهلاك وقتل كل مدارك الإنسان العقلية.
يتم عمدا تغييب الحوارات الجادة بين المختصين لأنهم يعلمون أنه عندما تتحاور العقول الراسخة في العلوم الشرعية والعقول الراسخة في العلوم العقلية تسمو المعرفة بالاثنين معا وينكشف الغطاء عن مبتذلات التديّن وخزعبلات الحداثة.
ولكنهم نسوا أن الجهل بالدين والسخرية منه تزيد الناس تشبثا بالمعوجّ من مفاهيمه، فنخسر بالنتيجة العقل، ونخسر الدين..
هؤلاء هم الذين يمدون عمليا الإرهاب بالتغذية المستدامة.. كلماتهم الطائشة تنسف في لحظات كل ما تمّ إنجازه في مقاومته.