لا تنسوا…

Photo

الحكومة الحالية لم يكن يرغب فيها أحد. جاءت بعد حسابات نهضوية رديئة.. وقبول ذليل من قلب تونس الخائف.. وبالخصوص بهتة من الرئاسة.

القصر أربك تشكيل الحكومة الحالية.. بل أصر على منع تشكلها إلى آخر لحظة. ما حدث أمام أعين التونسيين كان تقريبا من قبيل الفيكسيون.. بل جنون محض: فرض وزراء رفضهم المشيشي.. والأدهى أن الأسماء المقترحة من الرئاسة كانت مسخرة حقيقية.. كأن الرئاسة لم تكن تبحث عن المشاركة في الحكومة بل كانت تعبث لا أكثر.. عبث غايته تشليك المشيشي أولا، لأنه تسرّب في غفلة أو في حساب خاطئ للقصر.. وتشليك المسار ثانيا.

الآن نفهم ما كان من قبيل حديث المؤامرة: محاولة توريط المشيشي في مواجهات دموية مع الناس في تطاوين.. إصرار الرئيس على التلويح بخطر وشيك يهدد الدولة من الداخل والخارج.. خلال أسبوعين كاملين جرى التسخين العلني لإسقاط النظام السياسي بكامله.. مع تمييع رئاسي ممنهج لمبادرات حوار كان يمكن أن تخفف من حالة الغموض وخوف الناس من المجهول.

ونفهم أيضا أن الدناءة التي تعاملت بها الرئاسة مع زيارة المشيشي إلى فرنسا ليست إشاعة.. بل سبقتها دناءات أخرى منذ تكوين الحكومة. السؤال الأهم هو: من يصنع القرار داخل القصر؟ وماذا يريد؟

ترجيحي أن سعيد كشخص لا يقرر شيئا. بل أنه لم يعد يفهم ما يجري حوله. وربما هو بصدد التعرض إلى عملية "ترهويج" ممنهجة لتحييده أو توظيفه من طرف مجموعة من مراهقي السياسة. لا أتوقع أن من يشرف على هذه الدناءات طرف/مركز سياسي داخلي أو خارجي يمتلك خبراء في صنع السياسة.

بلغة أبسط.. أظن أنهم "كمشة فروخ" من محيط الرئيس مصابون باضطرابات نفسية/ايديولوجية/ مجالسية.. وهم بدورهم معرّضون للتأثير والتوظيف من جانب فاعلين سياسيين لن يقبلوا بنجاح المشيشي..

هذا الذي يرونه "جا ملتالي ويعيط يا مالي".. يعني من أنت يا سي المشيشي حتى تنجح من دوننا؟ هل اشتغلنا بالسياسة كل عمرنا وصنعنا الأحزاب والشبكات والمرتزقة.. لتنجح أنت؟

ديويو…

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات