مع العبدلي.. ضدكم جميعا

Photo

من انزعج ممّا يقدمه العبدلي على المسرح وفي التلفزيون سنوات الترويكا، ليس من حقه أن يدافع عنه الآن. من كان يرى أعمال العبدلي بذاءة واعتداء على أخلاق المجتمع المسلم والعائلة التونسية المحافظة ليس من حقه اليوم أن يصطف إلى جانبه في معركته مع المتطرفين الجدد.

الذين يهاجمونه الآن من أنصار المخبرة الجاهلة عبير لا يستحقون الرد لأن أيديهم وضمائرهم ملوثة بالدم والعار. ومن يهاجمه بدعوى الدفاع عن "المسرح الحقيقي" سلفيون محافظون في الفن كجماعة الشعر العمودي إزاء قصيدة النثر.

ما يقدمه العبدلي ليس مسرحا كلاسيكيا ولا مسرحا تجريبيا ولا مسرح عبث. وإن شئتم هو ليس مسرحا أصلا. هو "عرض" فرجوي فردي ضاحك ساخر حرّ منفلت يتجرّأ على كل شيء. وهو جماهيري ناجح لأنه يكشف بفجاجة مقصودة ما يصرّ مجتمعنا على إخفائه في اللغة السرية أو في حلقات "البذاءة" الضيقة.

هل هو فن؟

نعم فن. لأن السخرية الكاريكاتورية المستفزة والإضحاك بغاية النقد النازع للقداسة الوهمية ليس متاحا لأي كان ويحتاج موهبة.. العبدلي يمتلكها.

هل هو سطحي؟

قد يكون كذلك في نظر بعض المتعصبين لزاوية نظر وحيدة للحياة والفن. لكن المشهد الفني يتسع لتوفيق الجبالي والمسرح الصامت.. وللعبدلي..

ويتسع أيضا لصامويل بيكيت واوجين يونسكو تونسيّين لا تسمح بوجودهما حالة التخلف المجتمعي العام. دعوا العالم يتنفس... لا تخدموا لا تخلّوا شكون يخدم…

تهنيتو تو…

يا مثقفين يا طز حكمة يا طيارات الفن الراقي وحراس الذوق والأخلاق والقيم الكبيرة المنفوخة بالوهم والادعاء والكذب.. تهنيتو سايي؟

ها أنكم انتصرتم وأوقفتم عروض لطفي العبدلي السطحي والمبتذل والبذيء... تهنيتو توا على أخلاقكم العالية برشا؟

الليلة ارقدوا مطمئنين عالأخلاق والفن الراقي. من غدوة بش تعملولنا مسرح عظيم وتكتبولنا نصوص مسرحية ترجعنا مجتمع واعي وذكي ومهذب ومحلاااااه.. وزيد راجل وفحل ما يشبهش لميدو…

صحة لينا دبرناها بش نقفزوا بفضل عبقرياتكم التي ستتفجر الآن بعد أن كنسنا الفن المبتذل. .. أشعر بغصة وأحتقركم.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات