الرئيس هل يجوز عليه الخداع؟

Photo

انتخبوه على قاعدة الدستور.. وأقسم بالله العظيم أن يحافظ على استقلال تونس وسلامة ترابها، وأن يحترم دستورها وتشريعها، وأن يرعى مصالحها، وأن يلتزم بالولاء لها…

ولكن تبيّن أنّه كان يقصد من قسَمه غير ما كان يفهمه الناس الذين أقسم أمامهم.. كأنّه كان يقسم قسَمًا مشفّرا نرى فكّ شفرته يوما بعد يوم…

شيئا فشيئا ينفصل قيس سعيد عن الشعب بأسره، وإن تحدّث باسم الشعب، كما لو أنّ انتخابه رئيسا كان تفويضا له بأن يفعل ما يريد…

يبدو أنّ الرجل انخرط في اللعبة الديمقراطية انخراطا مخادعا وقد جعل من الانتخابات سلّما للوصول كان ينوي، منذ البدء، تحطيمه بعد وصوله حتّى لا يصل به غيره.. وإلّا فكيف لرئيس دخل من باب الدستور أن يحتكر تأويل الدستور على المعنى الذي يفهمه هو؟

ولماذا يوافق فهمه ما يصبّ في مصلحته ومصلحة المقرَّبين منه فقط؟ وهل انتُخب لرئاسة الدولة أو لتأويل الدستور؟

ولماذا يشغل نفسه ويشغل البلاد بمعارك دونكيشوتية ضدّ قوى لا يملك الشجاعة لتسميَتها؟

لماذا يثبت حكمه بتخويف الناس من أشباح لا يراها غيره؟ ألا يدلّ ذلك على اهتزاز ثقته في نفسه؟

لماذا لا يستثمر مقام الرئاسة ليكون حَكما يصلح ذات بين الأحزاب السياسية ويقرّب الشقة بينها لأجل المصلحة العامّة؟

لماذا نراه يفرح بتعفّن المشهد السياسي ويستغلّ الظرف ليمرّر مشاريعه وينزّل نظرياته؟ هل يليق هذا السلوك برئيس؟ ألا يعلم أنّ البلاد تبحث عن مستقرّ لها منذ قيام الثورة التي لم يشارك فيها هو بكلمة؟

لماذا، بدل أن يكون عامل استقرار يساعد البلاد على تجاوز اضطرابها نراه يزيد من تعكير ما بها ويدفع بها إلى المجهول؟ لماذا يصمّ أذنيه عن سماع مخالفيه كأنّه ملك الحقيقة دونهم، كما لم يفعل في التاريخ نبيّ معصوم؟

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات