شعب الباكالوريا.. شعب الامتحانات …

Photo

الشعب التونسي ضمان اساسي في انتقال مستقر رغم مصاعبه..

تعيش العائلات التونسية اجواء امتحانات اخر السنة وفي مركزها الامتحان الامجد لنيل شهادة الباكالوريا وكما تعودنا يعيش الشعب التونسي مناسباته الدورية من اعياد وامتحانات واعراس وعطل بل ومواعيده الانتخابية التي وضع رايه فيها بالصندوق ما يقارب مرات ثمانية في هدوء واطمئنان عقلاني لافت رغم الاجواء الصاخبة والمرهقة احيانا التي طبعت انتقالا سياسيا عسيرا منذ 2011.

ليس الشعب فقط مجرد الافراد الذين تراهم عيانا في محيطك الحزبي او الجمعياتي او على خيط الاستقبال في قائمة اصدقائك على هذا الفضاء الازرق حيث تتجلى المشاعر والمواقف التي تبدو في احيان كثيرة نارية حاسمة لأسباب تكتيكية او بحسب طبيعة الفضاء الذي يمنح مجالا للغرائزية المزعجة بحكم الإطار النفسي الذي تصنعه فردانية الاحساس والرغبة في التحقيق واثبات الذات والتي تبقى في كل الاحوال " افتراضية " تتغير نسبيا كلما عدت الى واقعك كائنا اجتماعيا فعليا في الشارع او امام الصندوق وبين الناس الفعليين …

الشعب في معناه السوسيولوجي هو هذا الضمير الجمعي و " الراي العام " او " الروح الموضوعي " و " الارادة العامة " التي هي مفاهيم او قيم عامة تتجلى في سلوك " الجماعة " وتطبع بسلطتها " الوضع العام " وتصوغه.

الشعب بمعناه الحقيقي هذا رقم اساسي ومعطى ضروري حصن على امتداد عشر سنوات انتقالا من التسلط الى الحرية التي حازت اجماعا عاما وتعاطفا عميقا معها رغم ما دفعه في مقابلها هذا الشعب من قلق واضطراب في امانه الاجتماعي والاقتصادي لم يعاقب لأجله الانتقال والحرية في حد ذاتها بل حاسب الطبقة السياسية بعزوف نسبي عن المواعيد الانتخابية او عن ساحة الجدل السياسي او بتنويع اختياراته وتغييرها حسب في المحطات الانتخابية دون ان يستأصل الجديد او يعيد قديما فجا لا يريد ان يتغير الى صدارة القرار.

في كثير من المناسبات اخطأت الطبقة السياسية الجديدة المنحازة للثورة و التغيير و كادت ان تعصف بها اخطاؤها و لكن الشعب و بحكمة صامتة بلا ضجيج كان يتدخل لإنقاذها اي لينقذ انتقاله و حريته بل ان المحاولات المتربصة بالانتقال وصلت الى حد " ارعاب " الشعب بالدم ليقايض الحرية بالأمن و لكن الشعب " العميق " تصرف ببرودة حكيمة رغم المرارة الكامنة في اعماقه و نقمته على هدر الدم و استهداف اقتصاد البلاد و رفض تجريم " الحرية " او القوى الجديدة التي تريد المؤامرة ربطها في ذهن الشعب بما شهده امنه و استقراره و اضطراب مقدرته الشرائية من اوجاع .

بمرور الوقت بين جديد متعثر يعجز فيه رموزه واحزابه عن النجاح الدائم في خدمة الناس وقديم فاشي متربص يمعن في تكريه الشعب في الحرية والانتقال اليها كان هذا الشعب يطور باستمرار ذكاءه الوقاد في فهم الحيل وزواريب السياسة وتوزيع المسؤولية على الفشل والنجاح وعلى الفعل الخير والشرير سياسيا بوعي مدهش …

هذا معطى اساسي يمكن لو استوعبه بعض الساسة ان يبنوا عليه في ما تتطلبه احيانا عملية التغيير الجذري من شجاعة و مغامرة ربما كانت في السنوات الاولى غير مأمونة العواقب في غياب اختبارات حقيقية لشعب ذكي و هادئ يحب تونس جديدة بلا استبداد و لا فساد ايضا.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات