الدعوة الى الالتئام الوطني من اجل الاصلاح والانجاز ليس ترفا اخلاقويا بل اكراه وطني…

Photo

ندعوهم للائتلاف الوطني حتى لا تضر بلادنا حماقات صراعاتهم ...لا حبا فيهم او ايمانا بكفاءة سردياتهم التي تجاوزها التاريخ يمينا ويسارا ...

بعض الطيبين يعلقون على اشتغالنا باستمرار على محور الائتلاف الوطني الواسع على قاعدة الاصلاح والانجاز وتحقيق انتظارات الناس بالقول اننا ساذجون لا نعير اهتماما للاختلافات " العظيمة " بين الفرقاء الذين نريد جمعهم في جبهة حكم وطني واسع.

البعض الاخر و لأغراض معلومة يشنع علينا جمع المتنابذين و كأننا لا نقوم بهذا الفعل بين ابناء الوطن الواحد فكأننا اذ ندعو الى الالتقاء على الادنى الاصلاحي المشترك و تجنب الاستقطابات القديمة بين التيارات الوطنية الكبرى نظهر عند هؤلاء دعاة للتطبيع مع " الصهاينة " .

فيتم تجريم فعلنا والعمل على اجهاضه وفي احيان كثيرة تبرز تلميحات تبخيسه من تدوينات تقطر حسدا وبغضا افهم مقاصدها من نوع لم نسمع منهم قولا في شؤون البلاد اثناء سنوات الاستبداد وأصبحوا اليوم امراء حرب اهلية بمزاعم ايديولوجية وسياسية لم يتحمسوا لنصرتها حين كان الاستبداد يعصف بالجميع ولا ينطق في مواجهته الا عدد قليل.

الالتئام الوطني بين التيارات الوطنية الكبرى اسلامية وقومية ويسارية وليبيرالية هو امر ممكن إذا كانت هناك قناعة مشتركة بأنه قد وقعت ثورة وان عهدها خير من عهد الاستبداد وان الاصلاح ومقاومة الفساد والنهوض الاقتصادي والاجتماعي وتحرير القرار الوطني ودعم الحرية والديمقراطية هي قيم مشتركة لبناء المستقبل الوطني المشترك.

والالتئام الوطني بين فرقاء الوطن هو خيار مشترك لكل ابناء الشعب التونسي المستضعف بمن فيها قواعد الاحزاب المتناقرة شرط ان تكف القيادات الموتورة على ادخالها في الاستقطابات المزيفة لأغراضهم الشخصية التي لا يستطيعون الحفاظ عليها الا بأجواء الاحتراب المزيف والتعبئة الكاذبة على المحاور الايديولوحية الكاذبة وهم اول الغادرين بها في حياتهم اليومية.

وتحالفاتهم تحت الطاولة في نفس الوقت الذي يتركون فيه قواعدهم من " اولاد الحفيانة " في صراعات بينهم لا ناقة لهم فيها ولا جمل الا تأجيل صلاح البلاد الذي فيه مصلحتهم كتونسيين يشتركون في الشقاء والبطالة والفقر ورداءة التعليم وانهيار البنية التحتية قبل ان يكونوا قوميين او اسلاميين او يساريين كما يزعم قادتهم ومحرضوهم على الاستقطاب.

اخيرا.. الالتئام الوطني ضرورة للإصلاح لأنه من سوء حظ هذه البلاد ان كل الاطراف المتنازعة فيها تتوازن في الضعف فلا أحد منهم يمكن ان يفوز في الانتخابات بفارق كبير وكلهم يملكون قدرة تعطيل بعضهم بعضا ولا أحد يملك قدرة الانجاز وحده إذا عطله الاخرون …

وضع الهشاشة التي تعانيها هذه التيارات كلها و حاجة البلاد الى ائتلافهم حتى لا يهلك المحصول هو الذي يدفعنا الى تكرار خطاب الائتلاف الوطني . ليس حبا فيهم ولا في سواد عيونهم او كفاءتهم بل اننا ندعو الى وحدتهم حتى لا يفتحوا بحروبهم الحمقاء البلاد امام التدخلات وحتى لا تذهب البلاد الى الانهيار.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات