اجعلوا من كل هذا انتصارا على طريق الانتقال الديمقراطي

Photo

كم هو مقلق تردّد الائتلاف الحكومي في المساندة القوية للحكومة. وتبدو مساندته، من خلال تدخلات نواب الائتلاف، أقرب إلى المساندة المشروطة. وهناك خلط بين المهمة الرقابية والمساندة.

ويبدو أنّٰ التقاط اللحظة كان غائبا. وأنّٰ الجماعة لم يخرجوا من"دار الضيافة" ومن تجاذباتها وما صاحبها من تخوّف متبادل وعجز عن بناء الثقة.

هذه اللحظة، على ما فيها لا يمكن إلاّ أن تستعيد لحظة الترويكا والتأسيس المجهض بسبب الفشل في توسيع قاعدة الحكم في أجواء سياسية صاخبة واستقرار مفقود. وقد كان لعودة الفرز الهووي الذي أحيته جراحات النتائج الانتخابية من ناحية وتعجّٰل مكونات الترويكا وغرورها وغياب التقدير الدقيق للمرحلة من ناحية أخرى.

كانت تجربة الترويكا شاهدة على أنّ مواجهة التحدي الاقتصادي والمهمّة التنموية مشروط بالسياسي الذي لا يعني غير قاعدة واسعة للحكم تضمن الأدنى من الاستقرار المطلوب.

لن ينهي هذا الائتلاف الحكومي"العركة السياسية " والانتقال السياسي ولكنّه سيكون خطوة متقدمة فيه.
لن نتحدث عن صف ثوري، ولكن يُمكن أن نتحدّث عن حكومة كان تأثير اللوبيات على تشكيلها ضعيفا، بخلاف ما كان عليه الأمر بدايةً من حكومة مهدي جمعة ونهايةً بحكومة يوسف الشاهد.

ورغم الخلافات وفقدان الثقة وآثارها على مكونات الائتلاف الحكومي منذ حكومة الحبيب الجملي فإنّ الانطلاق في برنامج حكومي سيكون تجسيدا لمزاج عام رسمت معالمه الانتخابات التشريعية. وهو مزاج تنسى معه مكونات الترويكا أنّٰ "الموجة" في 2019 كانت لصالح الجديد، بعد أن كانت "الموجة" في 2014 لصالح القديم، مع ما عرفته الحدود بين القديم والجديد من تبدّٰل، دون أن يكون هذا التبدّل حاضرا عند الناخب كما يحضر عند الأحزاب.

أولويّة رئيس الحكومة بناء التضامن الحكومي المفقود وتفصيل عناوين برنامجه الكبرى... الانتباه إلى مواقف إعلام اللوبيات وبعض من شخصيات المنظومة من الحكومة يساعد على التبيّن عند من مازال في "دار الضيافة".

اجعلوا من كل هذا انتصارا على طريق الانتقال الديمقراطي.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات